ستحتضن مدينة فاس، خلال السنة المقبلة، تظاهرة علمية كبرى حول السيرة النبوية في الكتابات الإيطالية، والتي ستنظمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس. وقد ارتبطت إيطاليا بالشرق تاريخيا منذ عدة قرون. فبعد منتصف القرن الحادي عشر الميلادي بقليل، بدأت جامعاتها تهتم بالدراسات العربية والإسلامية. فعنيت جامعة بولونيا (1076 م) بعلوم العرب والمسلمين، وجامعة نابولي (1224 م) بثقافتهم، وجامعة سينا (1246 م) بآدابهم، وجامعة روما (1248 م) بدراسة الآثار واللغة والآداب العربية والسامية، وجامعة فلورنسا (1321م) باللغات الشرقية، وجامعة بادوي (1361م) باللغات السامية، والجامعة الغريغورية (1553 م) باللاهوت والحق القانوني الشرقي والدراسات الإسلامية. غير أن أول إيطالي تعلم اللغة العربية وعني بدراستها، قيل إنه هو جيرارد داكريمونا (1114- 1187 م). ثم جاء بعده عدد لا يستهان به من المستشرقين الإيطاليين في القرون الموالية، منهم: كوزا سلفاتور (1822 - 1919 م)، الذي جمع تاريخ مدينة فاس من كتب عربية، وأصدره بمقدمة إيطالية (بالرمو 1878 م). جويدي إغناطيوس (1844- 1935م)، الذي نشر كتاب «أعز ما يُطلب» لمهدي الموحدين ابن تومرت. بجوينوت فرنشيسكو (1879 - 1953م)، الذي كتب في دائرة المعارف الإيطالية مقالات عن المهدي والمرابطين والبربر والمغرب. دوكاتي أنجيلو، الذي كتب عن تاريخ قبائل المغرب، وبربر المغرب (1932 م). فارينا جويليو (1889 - 1947 م)، مؤلف «قواعد العربية الفصحى واللهجات المغربية» في 399 صفحة (هايدلبرج 1912م). نللينو ماريا (1908- 1974 م)، الذي نشر وثائق عربية عن صلات جنوى بالمغرب (1946م). رترتانو أومبرتو (المتوفى عام 1980م)، الذي من آثاره: «إسلام المغرب اليوم» في مجلة الدراسات الإسلامية سنة 1974 م، و»المغرب المعاصر ومشاكله الثقافية» في أعمال المؤتمر الرابع للدراسات العربية والإسلامية. أما من اهتم من المستشرقين الإيطاليين بدراسة شخصية الرسول ودراسة سيرته، فقد كتبوا عنها عدة أبحاث نذكر منها: كتاب سيرة الرسول (ميلانو 1914م) لمؤلفه كايتاني الأمير ليون (1869- 1926م). كتاب حياة محمد (روما 1949 م)، لمؤلفه نللينو كارلو (1872- 1938 م). دراسة حديثة عن الرسول وأصل الإسلام (1923 م)، لمؤلفها ليفي دلافيدا (1886 - 1967 م). الجزء الأول من تاريخ العرب وثقافتهم (1951 م)، لمؤلفه جويدي ميكلانجو (1886 - 1946 م). قصة المعراج والأصل العربي الإسباني للكوميديا الإلهية (المكتبة الفاتيكانية 1949م)، لمؤلفها شيروللي (المولود عام 1898 م). كتاب محمد والإسلام، لمؤلفه جابرييلي فرانشيسكو (المولود عام 1904 م). كتاب محمد والإسلام الحديث (1930 م)، لمؤلفه إنساباتو إنريكو. وتدور محاور الندوة حول تاريخ البحث والكتابة في السيرة النبوية عند المستشرقين الإيطاليين، ومناهج المستشرقين الإيطاليين في دراسة السيرة النبوية، والسيرة النبوية في الأدب الإيطالي، والسيرة النبوية في المناهج التعليمية الإيطالية، والسيرة النبوية في وسائل الإعلام الإيطالية، والسيرة النبوية في دوائر المعارف والموسوعات الإيطالية، والترجمات الإيطالية لكتب السيرة النبوية، والاتجاهات الحديثة عند المستشرقين الإيطاليين في الكتابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم والسيرة النبوية، وما أُلف عن الرسول صلى الله عليه وسلم باللغة الإيطالية (عرض ببليوغرافي)، وما كُتب باللغة العربية عن الاستشراق الإيطالي في دراسته للسيرة النبوية، وجهود الاستشراق الإيطالي في إنقاذ تراث السيرة النبوية، وتراث السيرة النبوية في دراسات المستشرقين الإيطاليين. وتهدف هذه الندوة إلى التعريف بجهود الكُتاب الإيطاليين في دراستهم للسيرة النبوية، وبيان مناهج المستشرقين الإيطاليين في كتابة السيرة النبوية، وتقويم كتابات الباحثين والدارسين الإيطاليين المهتمة بالسيرة النبوية، والكشف عن صورة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مخيلة المثقف الإيطالي، وتشجيع البحوث العلمية الإيطالية في مجال السيرة النبوية، وفتح باب الحوار بين المهتمين بدراسة السيرة النبوية في الجامعات الإيطالية ونظرائهم في الجامعات المغربية.