طالبت عائلة مغربية تقطن بمدينة كرسيف السلطات الأمنية والقضائية في المدينة بتعميق التحقيق في حادث مقتل ولديها القاصرين شهر يونيو الأخير، خاصة بعد ظهور دلائل تؤكد، بحسب رواية العائلة، تورط أحد الأشخاص بالمدينة في الحادثة. وأكدت أسرة الضحيتين في اتصال مع «المساء» أنها حصلت على تقريرين طبيين متناقضين يؤكد أحدهما وفاة أحد القاصرين (علاء بوجناب) بسبب حروق شديدة من الدرجة الثالثة حيث ظهر أثر للبارود في جثته، في الوقت الذي يوضح فيه تقرير طبي ثان، صادر عن مختبر الشرطة العلمية بالدارالبيضاء، أن فحص جثة القاصر الثاني (سعد بوجناب) أثبت عدم وجود أي أثر لمتفجرات أو بارود بها. وتساءلت أسرة بوجناب عن سبب هذا التناقض بين التقريرين الطبيين علما «أن كلا من سعد وعلاء توفيا على إثر الانفجار الذي أودى بحياتهما في نفس المكان وفي الوقت نفسه، فكيف يثبت وجود بارود في جثة أحدهما بينما الآخر يشرح تقرير التشريح الطبي خال من البارود؟». ويؤكد التشريح الطبي لجثة بوجناب علاء (16 عاما)، الذي حصلت «المساء» على نسخة منه، أن وفاته جاءت نتيجة إصابته بحروق بليغة أصيب بها في مختلف مناطق جسمه. وأضاف التقرير الذي أنجزه المعهد الجامعي للطب القانوني بمستشفى ابن رشد (الذي توفي به علاء) أنه ثبت وجود بارود بجثة الراحل. فيما أكد تقرير مختبر الشرطة العلمية بمدينة الدارالبيضاء، الذي أنجز بناء على «عينات» توصلت بها من طرف القسم الجهوي للشرطة القضائية بمدينة تازة، عدم وجود أي أثر للبارود بجثة الراحل بوجناب سعد، وهو ما أثار استغراب العائلة التي طالبت المسؤولين القضائيين والأمنيين بمدينة تازة بالعمل على كشف أوراق الملف وتحقيق العدالة. وكان كل من سعد بوجناب (17 عاما) وعلاء بوجناب (16 سنة) قد توفيا شهر يونيو الأخير بمدينة جرسيف جراء انفجار غامض بسطح أحد المنازل الموجود بالقرب من الثكنة العسكرية بالمدينة. وتؤكد أسر الضحايا أن الانفجار سببه بارود مهرب بمخزن بسطح المنزل بشكل غير قانوني، إلا أن صاحب المنزل، الذي علمت «المساء» من مصادر بالمنطقة أنه يشتغل بمجال الفروسية والتبوريدة، أكد من جانبه أن الانفجار سببه قارورة غاز. وتعود الحادثة إلى يوم الأربعاء 17 يونيو الماضي عندما كان كل من سعد وعلاء يساعدان ابن صاحب المنزل في نقل الآجور إلى الطابق الثاني للمنزل الذي كان في طور البناء، عندما لاحظ الجميع وجود أكياس «للإسمنت» مصفوفة بشكل لافت داخل الطابق نفسه. وتشرح عائلة الضحيتين أنه في لحظة معينة دوى انفجار هائل دمر الواجهة الأمامية للطابق الثاني رمى بعيدا بأعمدة المنزل، بينما أصيبت الضحيتان بحروق شديدة جعلت جسديهما عبارة «عن جثتين متفحمتين». وبسبب ذلك ما لبث علاء أن توفي يومين بعد الحادث (الجمعة 19 يونيو)، بينما لقي سعد حتفه فقط الثلاثاء 23 من الشهر نفسه.