قررت المفتشية العامة للصحة بوزارة ياسمينة بادو إحالة طبيبتين بمدينة الدارالبيضاء على التحقيق على خلفية قضية مقتل قاصرين بمدينة جرسيف شهر يونيو الماضي وهي القضية التي ما تزال تعرف تطورات متسارعة في محكمة الاستئناف بمدينة تازة. وعلمت «المساء»، من مصادر مطلعة على الملف، أن الطبيبة الرئيسة المكلفة بالتشريح عملت على تشريح جثة سعد بوجناب (17 عاما) مؤكدة عدم وجود آثار للبارود بها، في وقت ثبت فيه لأسرة الضحية ومفتشية الصحة أن الطبيبة لم تحترم الشروط القانونية والعلمية في إنجاز التقرير. وأكدت أسرة الضحية في اتصال مع «المساء» أنها ستتابع الطبيبتين أمام القضاء، الأسبوع القادم، حيث سيتقدم أب الضحية سعد بوجناب بشكاية أمام وكيل الملك في الدارالبيضاء ضدهما بتهمة الإهمال وعدم احترام المساطر في إنجاز تشريح الجثة. وعبرت عائلة بوجناب بمدينة جرسيف عن استغرابها للتقرير الذي أنجز لعملية تشريح جثة ابنها سعد الذي تقول الأم «إنها رأته وعلامات التشريح بادية على جثته في حين اكتفى التقرير بالحديث عن ملاحظات عامة غير دقيقة». جاء ذلك في الوقت الذي أكد فيه تقرير تشريح طبي ثان لجثة علاء بوجناب (16 عاما) الذي حصلت «المساء» على نسخة منه أن وفاته جاءت نتيجة إصابته بحروق بليغة أصيب بها في مختلف مناطق جسمه، حيث أوضح التقرير الذي أنجزه المعهد الجامعي للطب القانوني بمستشفى ابن رشد (الذي توفي علاء داخله) أنه ثبت وجود بارود بجثته. وتشرح عائلة بوجناب أن إصرارها على متابعة الطبيبتين أمام القضاء يأتي «لكشف الحقيقة، فكيف يعقل أن يثبت تقرير أن جثة علاء تضم جزيئات للبارود، في حين يؤكد تقرير مناقض غياب البارود في جثة سعد، علما أنهما توفيا في لحظة واحدة وداخل المكان نفسه بعد انفجار سببه بارود مخزن داخل أكياس للإسمنت؟». وتعتزم أسرة بوجناب تسليط المزيد من الأضواء على القضية خلال جلسات المحاكمة، حيث تؤكد أنه ثبت لها وجود غموض في التصريح بالكمية الحقيقية للبارود الذي قد يكون السبب وراء الانفجار الغامض الذي أودى بحياة القاصرين، حيث تأكد أن مصير 40 كيلغراما من الكمية المصرح بها في وقت سابق أمام الدرك ما يزال مجهولا. وكان كل من سعد بوجناب (17 عاما) وعلاء بوجناب (16 سنة) قد توفيا شهر يونيو الأخير جراء انفجار غامض بسطح أحد المنازل الموجود بالقرب من الثكنة العسكرية بالمدينة. وتؤكد أسر الضحايا أن الانفجار سببه بارود مهرب، إلا أن صاحب المنزل، الذي علمت «المساء» من مصادر بالمنطقة أنه يشتغل بمجال الفروسية والتبوريدة، أكد من جانبه أن الانفجار سببه قارورة غاز.