كان مقررا أن تعقد غرفة التجارة والصناعة والخدمات دورتها المخصصة لانتخاب الرئيس والمكتب على الساعة العاشرة من صبيحة أول أمس الأربعاء، إلا أن ما حصل خلال هذا الاجتماع أعطى انطباعا قويا بأن يد السلطة طويلة ولها القدرة على استباق الأحداث وتتبع كل ما يدور بالكواليس. فقد اتفق الأعضاء من كلا الطرفين المتنازعين على الرئاسة على عدم حضور الدورة بهدف عدم تحقيق النصاب القانوني لربح مزيد من الوقت لاستقطاب أعضاء من صفوف الفريقين، حيث لم يتواجد في الباب الرئيسي لمقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات سوى باشا المدينة ورئيس قسم الشؤون العامة ومندوب وزارة التجارة والصناعة، ولم يحضر من الأعضاء الحائزين على المنصب سوى العضو عن صنف الخدمات محمد أبو الفرج، رئيس المجلس الإقليمي المنتهية مهامه هذا الأسبوع الذي تواجد صحبة عضو واحد من صنف الصناعة اللذين أصرا على دخول قاعة الاجتماع وحدهما لكنهما فوجئا بالسلطات تسلمهما استدعاء جديدا يحمل تاريخ الرابع من غشت وموقع من طرف محمد اليزيد زلو، عامل الإقليم كموعد جديد للانتخاب. الاستدعاء الجديد، والموزع بتزامن مع توقيت الاجتماع، يفسر أن السلطات كانت على علم بكل التحركات واستبقت قرار الأعضاء بتأجيل الدورة، عن طريق مسطرة عدم توفر النصاب القانوني. وفي هذا الشأن سألنا محمد أبو الفرج عن سر تواجده صحبة عضو آخر، رغم أن أعضاء فريقه تغيبوا جميعا، فرد بأن لكل عضو رأيه وتصوره وأنه جاء ليقوم بواجبه ويسجل حضوره، واعتبر أن تواجد السلطات بالقاعة هو لتسجيل الحاضرين والمتغيبين. وعن سؤال ل«المساء» عن وجود أخبار شائعة بخصوص تهريب أعضاء وإغراء آخرين لتكوين أغلبية، رد أبو الفرج بأن لا علم له بذلك، وبأن القانون واضح وكل شخص مسؤول عن تصرفاته. ونذكر بأن مكونات الغرفة الحالية عرفت تركيبة بشرية يصعب التحكم فيها، بحكم عدم وجود أغلبية مريحة لدى أي طرف من الأطراف، فهناك أعضاء غادروا مواقع الأحزاب التي ترشحوا باسمها، وهناك غياب شبه تام لأعضاء ستحسم أصواتهم في مصير بعض الأصناف ومنها صنف التجارة. بل إن اسم الرئيس الجديد سيكون مفاجأة لأن هناك حديثا عن أحزاب حائزة على الأقلية، ومنها حزب الزيتونة الذي يرأس بلدية الجديدة لديه عضوان في غرفة التجارة والصناعة والخدمات والذي له حظوظ وافرة للفوز، ومن الممكن أن يرأس الغرفة أحد من أعضائه ويكذب كل التكهنات، خاصة وأن أغلبية من داخل مكونات الأحزاب التقليدية التي اعتادت تسيير الغرفة منذ ولايات سابقة تضاءلت حظوظها في الظفر بمنصب الرئاسة، وحتى لا تفوت على نفسها فرصة التموقع داخل أغلبية مسيرة قبلت بإسناد الرئاسة إلى ممثلي الأقلية.