كشفت مصادر من المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة أن قيادة الحزب حددت نهاية انتخابات مجالس العمالات والأقاليم والجهات وانتخابات تجديد ثلث مجلس المستشارين لمراسلة قيادات ستة أحزاب من بين ثمانية حصلت على أكثر من 80 في المائة من أصوات الناخبين في محطة 12 يونيو الماضي، باستثناء حزب بنكيران لفتح نقاش حول المشهد السياسي الذي أفرزته الاستحقاقات الانتخابية. وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها، أن الوثيقة التي تبغي فتح النقاش مع الأحزاب المستهدفة حول المشهد السياسي الذي أفرزته الانتخابات الجماعية، والبحث عن إمكانات الوصول إلى التقاطب والتحالف بين الأحزاب الكبرى، ما زالت في طور الإعداد من قبل لجنة يترأسها الأمين العام للحزب الشيخ بيد الله وتتكون من أعضاء في المكتب الوطني، مشيرة إلى أن اللجنة المذكورة تجتمع بشكل دوري لاستكمال صياغة الوثيقة التي لن تكون قبل الانتهاء من المسلسل الانتخابي. إلى ذلك، قال سامر أبو القاسم، عضو المكتب الوطني في اتصال مع «المساء»: «الورقة هي في طور الإعداد ولم يحدد أفق زمني للكشف عنها أو بعثها إلى الأحزاب المعنية، وننتظر انتهاء الاستحقاقات الانتخابية بانتخاب مجالس العمالات والأقاليم والجهات للشروع في ذلك»، مضيفا : «بالنظر إلى أن المبادرة لها أهداف متوسطة وبعيدة المدى، فقد ارتأينا أن تكون مراسلة الأحزاب بعد الانتهاء من انتخابات مجالس العمالات والأقاليم والجهات، والتي تفرض في مجموعة من المواقع تحالفات آنية لا تدخل في الإطار العام الذي نتحدث عنه ونستهدفه». وأوضح عضو المكتب الوطني لحزب الوزير المنتدب السابق في الداخلية فؤاد عالي الهمة أن الهدف الرئيس هو بلوغ الغاية التي أعلن عنها الحزب عند ظهوره على الساحة السياسية، ألا وهي تأهيل الحقل الحزبي، لأنه بناء على نتائج انتخابات 12 يونيو والانتخابات المهنية الأخيرة تبين أن الفضاء السياسي يضم 8 أحزاب كبرى حصلت على 80 في المائة من الأصوات، مضيفا في تصريحاته: «يتعين أن تكون هناك تنسيقات وتحالفات بين هذه الأحزاب حتى تظهر إلى الوجود المشاريع الكبرى التي يمكن أن يختار المواطنون من بينها ثلاثة أو أربعة مشاريع مجتمعية، تنتج عنها برامج وخطط عمل، سواء في المؤسسات المنتخبة على المستوى الوطني والجهوي أو المحلي». وحول ما إن كانت مبادرة الحزب هي قطع الطريق على التقارب بين الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والعدالة والتنمية الذي بلغ أوجه بالتحالف على مستوى مجالس المدن ومجالس البلديات في الكثير من المناطق، والدعوة إلى تشكيل «جبهة وطنية للدفاع عن الديمقراطية»، قال أبو القاسم: «بطبيعة الحال هذا هدف من أهداف الحزب، لكن غايتنا هي تأهيل المشهد الحزبي والحياة السياسية بشكل عام للدخول في التنافس الديمقراطي، لأننا نريد الدخول في مرحلة التطبيع مع العمل السياسي».