أقدم ضابط صف برتبة رقيب أول، يعمل ضمن الفوج الثامن التابع لمفتشية المشاة للقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية بإقليم الرشيدية، على وضع حد لحياته في وقت مبكر من صباح أول أمس الإثنين. وعمد الضابط، الذي يدعى (حسن.ب)، إلى شنق نفسه بواسطة حبل ربطه إلى نافذة منزله بالقرب من سرية الدرك الملكي ببودنيب، التي تبعد بحوالي 100 كلم عن الرشيدية على الحدود مع الجزائر. وعثر على الضابط حسن جثة هامدة معلقا بنافذة المنزل. وظلت الجثة تنتظر لمدة قاربت الساعتين قبل وصول فريق إغاثة من هذا الفوج الذي يرأسه الكولونيل لحسن بومقراط منذ إحداثه في مارس 2007. وفي الوقت الذي لم تعرف فيه الأسباب التي كانت وراء انتحار هذا الضابط الذي لم يتجاوز بعد 38 سنة وصاحب أسرة، رجحت مصادر مطلعة أن تكون أسباب الانتحار ناجمة عن الأجواء غير الصحية التي يشتغل فيها جنود هذا الفوج خاصة على مستوى التغذية وغياب اللقاحات المضادة لسموم الأفاعي والعقارب والحق في الاستفادة من العطل والإجازات لزيارة عائلاتهم وذويهم في عدة مدن مغربية، مشيرة في هذا السياق إلى أن «الوجبات الغذائية التي تقدم إلى جنود هذا الفوج توحي بأن المغرب يعيش وضعية بلد ضربته مجاعة حقيقية». والمثير في هذه القضية، حسب مصادرنا، أن بعض الجنود يضطرون إلى ترك أسلحتهم في أماكن الحراسة على الحدود المغربية الجزائرية والعودة إلى مقر إدارة الفوج ببودنيب من أجل البحث عن كسرة خبز أو دواء أو وضع طلب استفادة من إجازة، و«هو أمر في غاية الخطورة، تضيف المصادر ذاتها، لأن احتمال تعرض هذه الأسلحة إلى السرقة من طرف مجهولين أمر وارد جدا». هذا، ويعيش حاليا جنود هذا الفوج، الذين يقارب عددهم 600 عنصر، «فورة حقيقية» وينتظرون من قائد الجيش عبد العزيز بناني، بعد انتحار الضابط حسن، أن يفتح تحقيقا لتحديد أسباب انتحار زميلهم والوقوف على الاختلالات التي تعتري تدبير مواد التغذية والتموين والأدوية الموجهة إلى عناصر هذا الفوج المرابط على الحدود المغربية الجزائرية.