سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
براوي: أنا ممنوع من التلفزيون لأنني كتبت أن فيصل العرايشي وسميرة سيطايل حولا الإعلام السمعي البصري العمومي إلى «كارثة» أنا لست مخزنيا ومحمد اليازغي حرمني من مدخول مالي كنت أعيل به أسرتي
صُنفت مجلة «لوجورنال» خلال العشر سنوات الأولى من نشأتها في خانة الصحافة المستقلة، المدافعة عن التوجه الديمقراطي المناهض لكل ما هو مخزني في المغرب. كما لعبت أدوارا مهمة إبان بداية العهد الجديد. ومع صدور كتاب «محمد السادس : سوء الفهم الكبير»، لأحد مؤسسي المجلة، الصحافي علي عمار، تم الكشف عن أسرار ومناطق ظل كان يجتمع فيها مؤسسو المجلة مع رموز دار المخزن ورجالات العهد الجديد. «المساء» تكشف أسرارا تنشر لأول مرة، من خلال سلسلة من الحوارات مع فعاليات ساهمت في تأسيس التجربة، وتعيد تجميع عناصر القصة الكاملة لمجلة اسمها «لوجورنال». إليكم التفاصيل... - البعض يصفك بكونك قريبا من المخزن بسبب بعض مواقفك، ما ردك؟ > هناك حقائق أخرى يجب أن تقال في هذا الموضوع. كتبت في أسبوعية «الصحيفة» أن التناوب هجين وأنني مجرد مواطن مغربي كباقي المواطنين. بعد اعتلاء الملك العرش، كتبت عمودا عنونته ب«ملكي»، قلت فيه: نعم تآمرنا على المغرب وماذا بعد، لا أدري لماذا يحاسبون اليوم بعض الاتحاديين، هل كان الحسن الثاني ملكا لدولة السويد، كان ديكتاتوريا وكنا نريد أن ننقلب عليه.. وهذه مقالات أفتخر بها أكثر من مقالي حول إدريس البصري. أتحدى أي واحد أن يجد سطرا واحدا كتبته عن عزيز أخنوش، لكن الأخير من أعز أصدقائي وأقرب الناس إلي، إنه إنسان أعرفه منذ ما يناهز 20 سنة، وفي كل فترات حياتي التي كنت أعيش فيها أزمات كان يساعدني، وبعد أن أصبح وزيرا لم أعد أتصل به نهائيا. هناك اسم آخر أعزه جدا هو عبد الرحمان السعيدي، الوزير السابق للخوصصة، وكنت الصحافي الوحيد الذي خلق له المشاكل، لأنني هاجمته في قضية البنك المغربي للتجارة الخارجية، ولكن إلى حدود اليوم لا زلت أعتبره أقرب إلي من إخوتي. الآن لدي علاقات قوية بياسين المنصوري، مدير «لادجيد»، ولكنني لا أعمل معه.. علاقاتي به علاقات أخوية. وما لا يعرفه الآخرون أن المنصوري قبل أن يكون في المربع الذهبي فإنه مثقف كبير، وعلاقتي به علاقة صحافي بمثقف، وكنا نتبادل الكتب التي اطلع عليها كل منا. لكن العلاقات من هذا النوع تُحوّر ومن ثمّ يُقال عني إنني مخزني. المخزنيون الحقيقيون هم من استفادوا من الأموال في صفقات مشبوهة في البورصة، ومن كانوا يتفاوضون مع المسؤولين للحصول على المال، لو تكلم عثمان بنجلون أو أنس الصفريوي وغيرهما من رجال الأعمال لانفجرت عدة قنابل في وجه البعض، وستجد أن أناسا استفادوا بشكل جيد. وأنا أكررها للمرة الألف.. أنا لست مخزنيا. لكنك استفدت من منحة دراسية لابنك عبارة عن هبة من الملك... > أنا ممتن للملك على المنحة الدراسية، وقد حدث هذا الأمر عندما اجتاز ابني الباكلوريا. وبتدخل من زميل وصديق لي، هو نعيم كمال، قرر الملك أن ينعم على ابني بمنحة دراسية من بين باقي المنح التي ينعم بها محمد السادس على عدد من أبناء المغاربة. أتذكر أن منير الماجيدي اتصل بي ليقول لي إن الملك قرر أن يمنح ابنك هذه المنحة الدراسية ويقول لك: «إن ابنك مثله مثل باقي المغاربة، وهذا ليس مقابلا عن شيء». - لنعرج قليلا على تجربتك في «دوزيم»، ما هي الأسباب الحقيقة لمغادرتك القناة؟ > كنت محللا سياسيا في القناة الثانية وكان لدي عقد يربطني بهم، وما وقع أنني قلت إنه حرام أن تستقطب أحزاب تقدمية وديمقراطية كبيرة بعض المفسدين، وكنت أقصد، بالفعل، الاتحاد الاشتراكي، والجميع يعرف أنني أنتمي إلى الاتحاد الاشتراكي منذ زمن.. فأنا لا أختبئ من شيء. وما وقع هو أن محمد اليازغي، سامحه الله، رفع سماعة هاتفه واتصل بإدريس جطو، الوزير الأول حينذاك، وهذا الأخير اتصل بنبيل بنعبد الله، والأخير هاتف سميرة سيطايل فكان الافتراق عن «دوزيم». وأذكر أن الجميع كان يقول عني إنني من الصحافيين المدافعين عن اليازغي. في الحقيقة، هو لم يقم بشيء سوى أنه حرمني من مدخول مالي كنت أعيل به أسرتي، وأعتبر أن ما أقدم عليه جزاء تعاملي معه لما يزيد على 30 سنة. - هل توقفت علاقتك به؟ > أنا لا أحقد على أحد. وبعد مرور بعض الوقت على التوقف عن الاشتغال مع «دوزيم»، اتصل بي إدريس لشكر وقال لي إن اليازغي يقول لك إنه مستعد ليتدخل لك إن كنت تريد العودة إلى العمل في «دوزيم». - علي عمار قال أيضا إنك كنت تميل دائما، في كتاباتك عن حزب الاتحاد الاشتراكي في «لوجورنال»، إلى صف اليازغي... > لا، لم أكن أميل أكثر إلى اليازغي، أنا كنت معه لأنه كان يمثل الجناح التحديثي داخل الاتحاد الاشتراكي. على خلاف الفقيه البصري، الذي كان يمارس، إلى جانب المصطفين معه، سياسة أشبه ما تكون بسياسة المافيا. وكنت ضد عبد الرحمان اليوسفي، لأنه كان يحاول جمع كل متناقضات الاتحاد ولم يسحم يوما في شيء، وكنت كتبت عنه إنه «تصفاوي»، أي أنه كان يقوم بتصفية كل من يعارضه ولم يكن يحسم إيديولوجيا في القضايا التي تحتاج إلى حسم، لذلك أعتبر أنه أوقف التفكير الإيديولوجي داخل الحزب. هناك عملية أخرى هي محاولة اليوسفي وتياره تصفية اليازغي من الحزب، بعد فشل مفاوضات الدخول إلى الحكومة سنة 1993، فيما كان بإمكان وزير الدولة الحالي أن يطيح باليوسفي في اجتماع للجنة المركزية، كانت أغلبية أعضائها تدعم اليازغي، لكنه رفض فعل ذلك. - قلّ ظهورك في التلفزيون، ما أسباب ذلك؟ > الآن، لا يستدعونني في «دوزيم» أو في القناة الأولى، فأنا ممنوع من الظهور عليهما. وظهوري ليس حقا دستوريا أطالب به، فمن حقهم ألا يستدعوني، ولكن السبب في كل ذلك هو أنني كتبت أن تسع سنوات مرت على تنصيب فيصل العرايشي وسميرة سيطايل على رأس الإعلام العمومي وتكلفا بتدبيره لكنهما حولاه إلى كارثة، ومن يومها أصبحت ممنوعا من الإعلام العمومي السمعي البصري. وقد وصل بهم الأمر إلى حد رفض عمل أحد أفراد عائلتي في القسم التجاري داخل القناة الثانية رغم حاجتهم إليه، رفضوه فقط لأنه ابن شقيقتي.