حكاية المشعوذ الرباطي «الأسطورة» مع نجوم مغاربة لأن زبناءه ليسوا إلا وزراء وفنانين ونجوما مغاربة وأجانب، فإن مقابلة المشعوذ «الأسطورة» لا يمكن أن تتم إلا عبر موعد قد يضرب لك بعد مرور شهور، وبعد خضوعك لسلسلة من الاستنطاقات حول هويتك ومهنتك. قيادي حركي زار المشعوذ للحفاظ على شبابه مشعوذ الرباط الشهير، الذي يتخذ من إحدى فيلاته بحي السويسي مقرا لاستقبال زواره من المسؤولين، قد تقابله وقد لا تقابله، نهاره ليل وليله نهار، لا يكشف عن وجهه أمام زواره، كما أسر بذلك ل«المساء» مصدر مطلع، يحكي كيف أن أحد قيادي حزب الحركة الشعبية كان يداوم على زيارة مشعويذ الرباط من أجل منحه تعويذات سحرية تمنحه الحيوية والنشاط وتحافظ على شبابه. القيادي المذكور، يقول المصدر الموثوق، لم يكن بحاجة إلى موعد لزيارة المشعوذ، بل ربط مع الأخير علاقة صداقة تطورت إلى حد انتقال عراف الرباط الشهير إلى إحدى ضيعاته الموجودة بمدينة الجديدة. مئات المترات من المربعات هي مساحة فيلا المشعوذ الرباطي المعروف، سيارات مرابطة في مرأب الفيلا وتماثيل من الأسود في استقبال الزوار. أضواء كاشفة مثبتة على أشجار الصنوبر الموجودة أمام حديقة الفيلا، وفود من الزوار يستقبلهم المشعوذ، قياديون إسلاميون وتجمعيون واشتراكيون واستقلاليون يزورونه طمعا في بركته. توقع إصابة فنانة بالسرطان وطالب ملحنا بالملايين «لا أحد يقرأ الطالع مثله ولا يوجد مشعوذ في براعته، يناديه زواره بالحاج ويُبدون له الاحترام كما لو أنه زعيم دولة معروف»، يقول المصدر ذاته، موضحا أن «فنانة زارته من أجل قراءة الطالع فكشف لها أنها ستصاب بمرض خبيث وأن المرض كان يأكل لها دماغها، منذ مدة، ناصحا إياها بأن تلحق الأمر قبل فوات الأوان وإلا ستموت وهو ما حدث فعلا»، يقول المصدر الموثوق. الفنانون والرياضيون المغاربة هم، أيضا، ضمن قائمة زوار المشعوذ الرباطي. يحكي مصدر «المساء» أن «لاعب كرة قدم شهير زار المشعوذ بغرض منحه تعويذة سحرية لأنه كان يشعر بشبه شلل في قدميه كلما تجاوز وجوده داخل الملعب نصف ساعة». فنانة مغربية شهيرة يؤكد المصدر ذاته، كانت تزور العراف الشهير باستمرار خلال فترة انفصالها عن زوجها الأول، موضحا أنها كانت تأتي متخفية في جلباب أسود وغطاء رأس يخفي أغلب وجهها. وكشف المصدر ذاته أن «الملايين من السنتيمات يتقاضاها العراف الشهير مقابل التعويذة الواحدة»، ويردف: «لكنها تعويذات تكون محتوية على عناصر غالية الثمن، فكلما طلب العراف من زائره ثمنا مرتفعا، كانت التعويذة أكثر قدرة على مواجهة السحر ومقاومة العين والسحر». «نعم»، «لا» جوابان تكاد لا تسمع غيرهما من حارس الفيلا، التي يقطن فيها «الحاج» رفقة زوجته «الحاجة». المشعوذ «مقريه مزيان باش ما يعطي حتى لشي واحد راس الخيط». كل الاحتياطات تم اتخاذها. مطرب وملحن مغربي شهير كان واحدا من زوار العراف الرباطي. الفنان لم يزره بغرض الحصول على «القبول» ولكن بغرض «علاجه من مرض المفاصل الذي يعانيه». يقول المصدر ذاته: «السي الحاج لا يزال يذكر لنا اليوم الذي استقبل فيه هذا الفنان، لقد كان خائفا من أن يكون شاهده أحد من جيرانه، رغم أن أغلبهم يقطنون داخل الفيلات»، ويردف ناقلا الكلام عن العراف: «كان شاحب الوجه وكان يتطلع إلى فوق وكأنه كان يشك في وجود كاميرات تصور وجوده عند العراف». لا يزال يتذكر المشعوذ، يقول المصدر، كيف أن ذلك الفنان تشاجر معه لأنه طلب منه 5 ملايين من السنتيمات مقابل تعويذة يقول إنها «تطلبت منه الكثير من الجهد». الفنان دار بناقص وخرج غضبان، يقول المصدر ذاته. مشعوذ بيضاوي يحكي طرائف جمعته بفنانين مغاربة كانوا يزورونه متخفين في لباس فنانة سينمائية صاعدة ترغب في الوصول إلى النجومية، زارت «المساء» مشعوذا شهيرا بحي طارق في مقاطعة سيدي البرنوصي بالبيضاء، أوهمته أن من أرسلها إليه فنان مغربي معروف، يداوم على زيارته باستمرار. مشعوذ م«صاحب » مع الفنانين خلافا لمشعوذ الرباط، لا يتوفر المشعوذ البيضاوي حتى على مكتب لاستقبال زواره، ويكتفي بتخصيص مرأب يوجد تحت منزله في أحد أزقة حي طارق لاستقبالهم. «كلما شاهدت سيارة الكونغو موجودة أمام هذا الكراج، اعلم أن الحاج الحسين موجود»، يقول أحد جيرانه. «أنا أعالج الناس بالقرآن والحاضر يبلغ الغائب»، يقول الحاج الحسين، الذي كان يرتدي جلبابا متسخا تفوح منه رائحة البخور، ويردف قائلا: «كاع الفنانين اصحابي كلهم كانوا من زواري». «المكان الذي يقع فيه مقر عملك هو مكشوف فكيف يقوم نجوم معروفون بزيارتك»، سؤال وجهته «المساء» إلى الحاج الحسين، فكان جوابه: «أنا لا أجبر الفنان على الحضور إلى هنا إلا إذا طلب مني ذلك الجواد ديالي، فقد أحمل معداتي وأزوره في منزله، لكن إذا اضطررت لذلك، فإنه يزورني متخفيا». يحكي الحاج الحسين كيف أن فنانا شهيرا أسمر اللون، زاره، دون موعد، في إحدى ليالي شهر شعبان ما قبل الماضي، مرتديا جلبابا أسود اللون وعمامة سوداء ونظارات شمسية سوداء اللون»، ويضيف متذكرا: «أوقف سيارته أمام الكراج ودخل متخفيا، درت ليه شي تبخيرة وعَزّمت عليه شوية، كان مسكين كتضرو النبولة ديالو»، مستدركا بالقول: «كون جا لابس عادي حتى واحد ما يديها فيه لكنه جبد عليه النحل، بزاف ديال الناس عرفوه»، تصريح أكده أحد جيران المشعوذ ل«المساء»، موضحا أن «كافة أبناء الدرب عرفوا من يكون ذلك الفنان».