استنفرت عملية نبش للقبور مساء أول أمس الاثنين، جهاز الأمن في فاس. وبالرغم من انتقال رجال الشرطة القضائية إلى مقبرة «فدان الغربة» بالقرب من المدينة العتيقة واستماعهم إلى حراسها، فإنهم لم يتمكنوا من العثور على مؤشرات من شأنها أن تقودهم إلى تحديد هوية المتورطين في نبش أحد القبور فيها. وأعد رجال الشرطة تقريرا يتهمون فيه مجهولين بالقيام بهذه العملية، وأعطيت تعليمات النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بفاس لكي تعاد الجثة التي تم نبشها إلى مكانها الأصلي وتوارى التراب. وتحوم الشكوك حول وقوف مشعوذين وراء عملية نبش هذا القبر ذي الهوية المجهولة. فقد وجد رجال الشرطة بالقرب من الجثة آثار بخور ونار وقنينة ماء فارغة. ولاحظت عناصر الأمن، المرفوقة بعناصر الشرطة العلمية، بأن عيني الجثة يحملان آثار نار. وتعتبر مقبرة «فدان الغربة» من المقابر «الشعبية» المعروفة في فاس. وتعمد السلطات المحلية إلى دفن مجهولي الهوية بها، وذلك إلى جانب احتضانها للموتى من الفقراء. ويقول الحراس الثلاثة المكلفون بحراستها إن عددهم لا يكفي لمراقبة الوضع بها، نظرا لمساحتها الواسعة. وإلى جانب عمليات نبش القبور بها والتي تتكرر باستمرار، فإن الحراس يجدون صعوبات كبيرة في صد المنحرفين الذين يحتمون بقبورها من مطاردات رجال الأمن، ومنهم من يتخذها ملاذا للسكر وممارسة الجنس. وتعرف المناطق المحيطة بالمقبرة كثافة سكانية كبيرة. وتصنف هذه الأحياء ضمن الأحياء الهامشية المحيطة بفاس. وتعاني من انفلاتات أمنية بين الفينة والأخرى. وبجوار هذه المقبرة، توجد مقابر «خصوصية»، يعمد أصحابها إلى بيع المقابر بأثمان مرتفعة لعائلات الموتى. وتحظى هذه المقابر بعناية خاصة من قبل المكلفين بها. كما أن القبور بها تحظى بتنظيم يوصف بالمحكم.