اختتمت، أمس، أشغال اللقاء الأول للعالمات والواعظات والمرشدات الذي نظم على مدى ثلاثة أيام بمدينة الصخيرات من قبل المجلس العلمي الأعلى والذي شاركت فيه حوالي 600 عالمة ومؤطرة دينية. وعرف اللقاء مناقشة العديد من المواضيع التي تحدد الإطار النظري لعمل المؤطرة وتوضيح الأدوار التي تقوم بها والغايات الاجتماعية المرجوة من التأطير الديني والوثائق العلمية المطلوبة لاشتغالها. وأكدت وداد العيدوني، عضو المجلس المحلي بطنجة، ل«المساء» أن هذا اللقاء كان فرصة لتعزيز التواصل بين العالمات على المستوى الوطني من أجل تبادل التجارب في مجال تدبير الشأن الديني، مؤكدة أن مثل هذه الملتقيات تعزز عمل المرأة التي لا يقتصر وعظها على النساء بل أحيانا يمتد إلى الرجال الذين يحضرون في بعض الأنشطة المفتوحة التي تؤطرها العالمات. ومن بين الإكراهات التي تعترض عمل المؤطرة الدينية، الذي يرتكز بالأساس على الإرشاد والتوجيه الديني، تطرق النساء المستفيدات من التأطير إلى مشاكلهن الأسرية، وفي هذا الصدد قالت حليمة صغور، واعظة بالمجلس العلمي المحلي بسلا، في تصريح ل«المساء» «إن الواعظة تتلقى خلال مهمتها العديد من المشاكل الاجتماعية التي تطرحها النساء وتتطلب إرشادات وحلولا، وأحيانا تجد الواعظة نفسها عاجزة عن حل بعض هذه المشاكل خاصة المتعلقة بالمشاكل بين الزوجين في غياب آليات وبرامج مساعدة على ذلك». وعرفت جلسة الافتتاح، التي انعقدت يوم الجمعة الماضي توجيه رسالة ملكية إلى المشاركات، تلاها أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، تطرقت إلى العديد من المحاور من بينها، التذكير بمشروع إعادة تأهيل الأئمة، حيث قال الملك في الرسالة «سيكون له أثره العميق وثماره الطيبة في تجديد رسالة المسجد والنهوض بدوره التربوي والتنويري». ودعا الملك المؤطرات الدينيات إلى محاربة فكر التطرف، قائلا في الرسالة «أنتن مدعوات اليوم إلى المساهمة الفعالة في محاربة التخلف والإقصاء وتنوير العقول والقلوب، وتنقيتها من سقيم الفكر وفاسد الاعتقاد ومن نزعات التطرف والانغلاق»، داعيا إياهن إلى أن يعملن على توطين النفس وأن يتحولن إلى «قوة نافذة متحركة داخل المجتمع لإصلاح ما يحتاج إلى إصلاح، وإذكاء شعلة الغيرة الدينية والوطنية في القلوب والمشاعر، وكل ذلك في تشبث راسخ بثواب الأمة وهويتها الوطنية، والتزام كامل بخصوصيتها المذهبية». وأشار الملك إلى العمل على تجديد خطاب المساجد والارتقاء بأدائها قصد مواكبة «ما يشهده المجتمع المغربي من حركية، وما يعرفه من تطور فكري وثقافي، وما يعيشه العالم من تحولات متسارعة». وأوضحت الرسالة الملكية أن محمد السادس أصدر أمره من أجل تحسين أوضاع القائمين على المساجد ماديا ومعنويا وتحسين ظروفهم الاجتماعية، وتوفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم، وتمكينهم من التكوين المستمر علميا وفقهيا. يذكر أن الواعظات يعملن في إطار التطوع، غير أن الوزارة ستعمل على ترسيمهن، خاصة أنهن يتلقين بعض التعويضات البسيطة والتي تختلف باختلاف نشاط الواعظة وتتراوح في بعض الحالات ما بين 300 درهم و600 درهم شهريا، أما العاملات، والمقصود بهن عضوات المجالس العلمية، فيتلقين تعويضا قدره 3000 درهم، خاصة أن هذه الفئة في الغالب يزاوجن ما بين عملهن المهني ومهمتهن داخل المجالس العلمية، أما فئة المرشدات فإن عملهن يقتصر على الإرشاد الديني، ويتقاضين حوالي 4500 درهم كأجرة شهرية.