علمت «المساء»، من مصادر مطلعة، أن عملية مداهمة الدرك بالحسيمة لبيت الدركي (ص.خ.)، الذي أحيل، يوم الخميس الماضي، رفقة أربعة دركيين آخرين على القيادة العليا للدرك، تسببت في إجهاض زوجة الدركي المعتقل التي فاجأتها عملية اقتحام منزلها من طرف القائد الجهوي رفقة دركيين، فجر يوم الجمعة الماضي، لتفتيشه على خلفية الاعتقال الذي قالت مصادر مطلعة إنه «ملفق» لتوريط الدركيين الخمسة في ملفات مخدرات. وأضافت مصادر «المساء»، أن زوجة الدركي (ص.خ.) الحامل في شهرها الخامس، أصابها الذعر والخوف رفقة ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات ونصف، أثناء عملية المداهمة «غير القانونية» للبيت، ببنحذيفة البعيدة عن الحسيمة ب25 كيلومترا، وقبل أن تعرف سبب زيارة زملاء زوجها لها أُغمي عليها قبل أن تستيقظ على وجع ببطنها، وليتم التأكد فيما بعد أنها أجهضت من جراء «الصدمة» نتيجة اقتحام بيتها في ذلك الوقت من الليل. ولم يتأت ل«المساء» ربط الاتصال مباشرة بقائد الدرك الجهوي بالحسيمة، لمعرفة وجهة نظر القيادة الجهوية في الموضوع، وظل موزع المكالمات الهاتفية بالإدارة يكرر نفس العبارة أكثر من مرة؛ «الكولونيل غير موجود بمكتبه»، رافضا إعطاء رقم هاتفه المحمول. وحسب المصادر ذاتها فإن زوجة الدركي المعتقل قدمت شكاية في الموضوع، مرفوقة بشهادة طبية تثبت تعرضها للإجهاض، لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرباط، حتى يمكن للقضية أن تتخذ مجراها الطبيعي أمام العدالة بعيدا عن «أية تأثيرات» محتملة، مشيرة إلى أن القائد الجهوي ألح على الدركيين بعدم تضمين اسمه في محضر مداهمة بيت الدركي. في سياق ذلك أكدت المصادر أن الدركي الذي أطلق الرصاص على زميله بمركز الدرك الملكي بأزمورن بإقلم الحسيمة، يوم الثلاثاء الماضي، والذي أحيل على المحكمة العسكرية بالرباط، أقدم على فعله بعدما انتابته حالة غضب شديدة جراء «إمطاره بوابل من السب والشتم والإهانة» من طرف الكولونيل، رئيس القيادة الجهوية للدرك، عندما كان في مداومة بشاطئ تالايوسف غير البعيد عن الحسيمة، وهي المعاملة التي كرر مثلها نائب رئيس مركز إيزمورن للدرك، في وجه الدركي الذي لم يتحمل ذلك وأطلق عليه رصاصتين استقرت إحداهما بصدره والثانية على مستوى الساق، ليتم نقل المصاب إلى مستشفى محمد الخامس بالحسيمة بينما قدم الفاعل نفسه إلى رؤسائه الذين أحالوه على المحكمة العسكرية بالرباط. ونقلت مصادر «المساء» أن حالة من الترقب تخيم على عناصر الدرك بالقيادة الجهوية وبالمراكز التابعة لها بإقليم الحسيمة، وسط أخبار عن تدهور حالة المصاب بإطلاق الرصاص وعن المصير الذي ينتظر باقي زملائهم المعتقلين، ما كرس حالة «الإحباط والتذمر» في صفوف هؤلاء، مؤكدة على وجود رغبة لدى هؤلاء في إسماع صوتهم لدى «الدوائر العليا»، وهو ما حاول أحدهم تبليغه إلى الملك، في زيارته الأخيرة للمنطقة الشرقية، عبر رسالة كان من المفترض أن يتكلف بتسليمها لملك البلاد مواطن عادي بعدما يمهد له الطريق دركيون، لكن ذلك لم يتم.