على منوال «قناص تارجيست» الذي فجر عام 2007 فضيحة ارتشاء جهاز الدرك بإقليمالحسيمة، ظهر مطلع هذا العام قناص جديد اختار لنفسه اسم «قناص سيدي إفني» وتمكن بواسطة شريط فيديو واحد من «إسقاط» 3 دركيين تابعين لسرية مدينة طانطان. وأفادت مصادر موثوقة «المساء» بأن القيادة الجهوية للدرك الملكي بمدينة كلميم استدعت صباح أمس 3 دركيين بينهم دركي برتبة «أجودان» تابعين لسرية طانطان، من أجل الاستماع إليهم، وذلك على خلفية ظهورهم في شريط فيديو بثه «قناص سيدي إفني» على موقع «يوتوب» وهم يتلقون رشاوى من طرف سائق شاحنة بحاجز الدرك بواد الشبيكة إقليمطانطان. وطبقا لنفس المصادر فإن القيادة الجهوية ستقوم بإحالة ملف هؤلاء الدركيين، بعد الاستماع إليهم، على القيادة العامة للدرك الملكي بالرباط. وكان «قناص سيدي إفني» قد بث شريطه الذي عنونه ب«عاصفة الصحراء، الجزء الأول»، يوم الجمعة الماضي «بمناسبة الإفراج عن المناضل الحقوقي إبراهيم سبع الليل» المعتقل على خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة سيدي إفني شهر يونيو الماضي. ويستعرض الشريط خلال 10 دقائق صورا ل5 دركيين تابعين لسرية طانطان، حيث تم تصويرهم في أوقات متفرقة متلبسين بقبض رشاوى من طرف سائق شاحنة لدى اجتيازه لحاجز الدرك بواد الشبيكة الواقع على بعد 55 كيلومترا من مدينة طانطان باتجاه العيون. ويظهر الشريط بشكل متقن رجال الدرك بنفس المنطقة وهم يتلقون من نفس السائق وفي كل مرة أوراقا مالية من فئة 100 أو 50 درهما، كما يبرز أيضا مشاهد يقوم فيها الدركيون بإرجاع ما تبقى من «الصرف» للسائق بعد أن يقتطعوا من المبلغ الذي قبضوه 20 درهما. هذا وتوعد «قناص سيدي إفني» جهاز الدرك بالمنطقة بالمزيد من الأشرطة «الفاضحة»، حيث ختم شريطه بجملة «ترقبوا المزيد من الفضائح في الأيام القادمة إن شاء الله». ويعد شريط الدركيين بطانطان ثاني شريط ل«قناص سيدي إفني»، فقد سبق له أن أطلق على نفس الموقع شريطا يوم 11 أكتوبر الماضي خصصه لفضح ما سماه ب«مافيا تهريب البنزين المدعم»، حيث تقوم، حسب قوله، باستنزاف حمولات البنزين المدعم من طرف الدولة من العيون وواد الواعر وجماعة اخفنير وتنقله عبر شاحنات نقل البضائع والسمك باتجاه أيت ملول وتيكوين وهوارة... ورغم أن هذا الشريط تضمن «حقائق صادمة» حول أرباح من سماهم بأباطرة التهريب وكشف عن أماكن مستودعاتهم، إلا أنه لم يلق نفس الاهتمام الذي لقيه شريطه الثاني الذي أسقط 3 دركيين قبل مرور 48 ساعة على بثه عبر شبكة الإنترنيت.