شن الملحن ونقيب النقابة المغربية للمهن الموسيقية أحمد العلوي هجوما عنيفا على برنامج «استديو دوزيم» بعدما وصف تنظيمه بالاستهتار والضحك على الجمهور المغربي وبتهميش المواهب الشابة. وطالب العلوي إما بإعادة النظر في هذا البرنامج وفق أهداف محددة وواضحة تخدم الساحة الفنية المغربية بعيدا عن كل استغلال غير فني للشباب، وإما توقيفه إذا لم يكن المسؤولون عن البرنامج قادرين على تحقيق الأهداف سالفة الذكر. وبلغة منفعلة، تساءل أحمد العلوي عن حصيلة النسخ الماضية، بالقول: «بعد أكثر من خمس سنوات من إطلاق النسخة الأولى من البرنامج، هل صنعنا اسما قادرا على المنافسة في الساحة الفنية؟ ألم تكن السنوات الماضية كافية لخلق أسماء إذا توفرت الشروط الإبداعية؟ ماذا قدمنا لهؤلاء الشباب الذين نستغلهم في البرنامج ونروج صورهم في التلفزيون؟ أليس من العيب أن نسلمهم لواقع مؤلم؟ من المؤسف للغاية أن هناك مواهب تمر دون أن نستغل مرورها، وتركناها فريسة للملاهي الليلية التي تكون بديلا –في غالب الأحيان-عن الأحلام التي حلم بها الشباب. هؤلاء الشباب كانوا مضطرين للبحث عن لقمة العيش،لاسيما أن العديد منهم تخلوا عن وظائفهم الحقيقية، قبل أن يواجهوا الواقع المر». وفي السياق ذاته أضاف العلوي أنه قبل تنظيم النسخة الحالية، اقترح على مدير القناة الثانية بحضور العديد من الفنانين المغاربة(مالو روان، مصطفى الليموني،الطيب لعلج،عبد السلام الخلوفي) تشكيل لجنة تشرف على البرنامج وترسم آفاق اشتغال واستبعد نفسه من المشاركة، إلا أن النتيجة لم تكن بالشكل المرجو بتكليف اسم واحد للإشراف على البرنامج وتقديم الألحان للشباب دون غيره والاستفادة من عشرات الملايين دون وجه حق». «أليس في المغرب إلا اسم واحد، يلحن ويؤلف ويكتشف المواهب، وهو الآمر الناهي في دوزيم؟ هذا غير معقول، فالساحة الفنية لا تعدم الفنانين الكبار من حجم حسن القدميري، الطيب لعلج، عبد الله عصامي... والسؤال الذي يفرض نفسه ماذا أعطى هذا الاسم للفن المغربي؟، هناك مبدعون لازالوا على قيد الحياة ساهموا في إثراء المجال الفني المغربي وساهموا في بروز وتألق الأسماء الكبيرة من حجم نعيمة سميح ومحمد الحياني وعبد الهادي بلخياط... التركيز على اسم واحد في عملية التلحين يطرح أكثر من سؤال حول القيام بطلب عروض من عدمه» يقول أحمد العلوي. واستمر مسلسل احتجاج أحمد العلوي، الذي أضاف قائلا: «نحن نطالب بأمر واحد فقط هو ضمان عدم ضياع بعض المواهب وتجنيبها الملاهي الليلية، بشكل ينسجم مع مطلب الأغنية المغربية الذي تفاعلت معه وزارة الثقافة، فوجود الدعم والمساهمة في سلوكات غير أخلاقية أمران متناقضان للغاية ولا يمكن السكوت عن هذا التناقض، لهذا كما قلت طرحنا الأمر مع مدير القناة». وذكر العلوي أنه سبق للنقابة المغربية للمهن الموسيقية أن راسلت إدارة سليم الشيخ، مطالبة بتعامل القناة مع الفنانين على قدم المساواة وانتقاد ما أسمته النقابة الاعتماد على اسم واحد كنموذج للفنانين المغاربة، ضدا على الحقائق والتاريخ الفني، إلا أن هذه الرسالة لم تجد التجلي الفعلي بالحفاظ على الاسم ذاته، وهو ما يطرح بوجهة نظره مشكل التأطير ومصير الشباب المتخرج من «استوديو دوزيم». وانتقد العلوي استبعاد بعض أعضاء لجنة التحكيم والإبقاء على آخرين، دون معايير واضحة، بالقول: «يجب الإقرار أن الحاج يونس فنان كان تقييمه مضبوطا للغاية ويضع اليد على مواطن القوة والضعف لدى المشاركين، عكس كثيرين، وهذا أثر على البرنامج وأعتقد أن نسبة مهمة من المغاربة مستاءة من مستوى هذه السنة، لاسيما في ضوء الانتقادات التي وجهت للبرنامج».