تم انتخاب حكيم بن شماس، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، رئيسا لمقاطعة يعقوب المنصور بالرباط، بأغلبية الأصوات، حيث حاز على ثقة 29 منتخبا، فيما تم إلغاء بطاقتي تصويت، تعودان لعضوين ينتميان إلى حزب التجمع الوطني للأحرار. ولم يتقدم أي مرشح لمنافسة بن شماس، حيث انسحب 8 أعضاء عن حزب العدالة والتنمية، وعضوان عن حزب التجمع الوطني للأحرار، احتجاجا على الطريقة التي تم بها تسيير جلسة أمس، حيث رفعوا شعارات نددت بما جرى، معتبرة الأمر « مسا بالديمقراطية المحلية». وقال عبد المنعم مدني، عضو العدالة والتنمية، إن منتسبي حزبه احتجوا، لكون رئيس الجلسة لم يسمح لهم بتقديم مرشح عنهم لمنافسة بن شماس، كما رفض علنية الجلسة، بدعوى أن والي الرباط، هو من أمر بعدم حضور عموم المواطنين ووسائل الإعلام. وأكد مدني في تصريحات ل«المساء» أن الديمقراطية في يعقوب المنصور تم ذبحها، على حد قوله، لكون حزب الأصالة والمعاصرة، قام «باختطاف» منتخبين وضغط عليهم، للتصويت لفائدة مرشحه، انضاف إلى هذا السلوك غير الديمقراطي، على حد قوله، ولوج قوات الأمن والقوات المساعدة قاعة التصويت، وممارسة نوع من «التعنيف» تجاه الأعضاء المنتخبين، وعدم تمكنيهم من التصويت بكل حرية، حيث رافق رجال الأمن كل عضو، إلى المعزل، للتصويت. وبخصوص موقفه من وجود أغلبية ملتفة على بن شماس، بحكم أن حزب الأصالة والمعاصرة الحاصل على 12 مقعدا، عقد تحالفا مع حزب الحركة الشعبية الحاصل على 10 مقاعد، والإصلاح والتنمية، الفائز ب4 مقاعد، وجبهة القوى الفائزة بثلاثة مقاعد، قال المدني « حقا يتوفرون على أغلبية، علنية، ونحن لم نعارض ذلك، بل عارضنا الطريقة اللاديمقراطية التي سارت عليها الجلسة، والضغط الذي مورس على المنتخبين، ورغم الأغلبية الظاهرة، فقد يغير منتخب رأيه، وهذا حقه في التصويت على من يرغب فيه». ومن جهته، قال حكيم بن شماس ل«المساء» إن موقف حزب العدالة والتنمية، غير منطقي ولا ديمقراطي، مشيرا إلى أن أعضاء الحزب المنتخبين يعرفون جيدا التحالف الذي أحدثه حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يؤهله لتقلد منصب رئيس مقاطعة يعقوب المنصور، متسائلا عن الجدوى من الاحتجاج، في حالة الخسارة. ونفى بن شماس أن يكون مارس ضغوطات على منتخبين قصد التصويت لفائدته، أو قام «باختطافهم» مؤكدا أن أخلاقه السياسية لا تسمح له بذلك، مبرزا أن أي مبتدئ في الحساب يعرف جيدا عدد الأصوات التي سيحصل عليها. وانتقد بن شماس سلوك المنسحبين من العدالة والتنمية، قائلا «كنت في السابق أكن إحتراما لحزب العدالة والتنمية، رغم اختلاف توجهاتنا السياسية ومواقفنا، لكن الآن تثبت انحدار سلوك الإخوة إلى الحضيض، لكونهم لم يتقبلوا نتيجة انتخاب رئيس المقاطعة، وعرقلوا في بداية الجلسة، عمل الرئيس، ومارسوا التشويش، فهل خسران مقعد كاف كي يغير الإخوة موقفهم من الديمقراطية». ونفى بن شماس أن يكون الرئيس رفض ترشيح أحد منتخبي العدالة والتنمية، مؤكدا أن الرئيس أعلن بصوت عال بجملة واضحة «من يريد الترشح لرئاسة المقاطعة»، وبدل أن يتقدم إخوة العدالة والتنمية بمرشح عنهم، احتجوا على الطريقة التي يسير بها الرئيس الجلسة. وبشأن تدخل الأمن داخل قاعة الجلسات، اقر بن شماس بتدخل قوات الأمن، لفرض القانون، وليس لعرقلته . وفي سياق متصل، توصل أعضاء مقاطعة اليوسفية باستدعاء من قبل والي الرباط، قصد عقد جلسة يوم الجمعة المقبل، لانتخاب رئيس المقاطعة، بعد تعثر جلسة أول أمس، لإتهام الحركة الشعبية ممثلة في عمر البحراوي، العمدة السابق، منافسيه ب«اختطاف» منتخبين، وهو ما نفاه عبد السلام بلاجي مرشح العدالة والتنمية.