لجأ سجين يقضي عقوبة حبسية مدتها ثلاث سنوات بسجن بوركايز بفاس إلى الاستعانة بقرص مدمج بالأمازيغية يتضمن حوارات دارت بينه وبين فتاة قاصر اتهمته باغتصابها للمطالبة بإعادة فتح التحقيق في ملفه. وإلى جانب القرص المدمج، فرغ السجين (ص.و) رسائل هاتفية كانت ترد عليه وهو في السجن من قبل هذه الفتاة تؤكد له فيها أنه ليس هو من اغتصبها. وقال في شكايات وجهها، ضمن نفس الملف، إلى وزير العدل، عبد الواحد الراضي، إن هذه الأدلة كافية لإعادة النظر في هذه القضية. واتهم رجال أمن بالوقوف وراء إدخاله السجن، موردا أنه كان يرفض منحهم إتاوات لما كان يمارس مهنة «كراب». وكانت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالحسيمة قد آخذت المتهم من أجل جناية هتك عرض قاصر نتج عنه افتضاض بكارتها دون عنف والاتجار في الخمور بدون رخصة ومعاقبته على ذلك، وقضت في حقه بثلاث سنوات حبسا نافذا. وقالت الفتاة القاصر إنها ربطت علاقة جنسية مع المتهم، ومارست معه الجنس في منزله، مما نجم عنه افتضاض بكارتها وحملت منه. وذكرت أنه هددها بحرق وجهها بالماء القاطع بعد علمه بموضوع الشكاية. وفي نفس اليوم الذي قدمت فيه الفتاة شكايتها تلقى رجال الأمن شكاية أخرى من مواطن ذكر فيها أنه تعرض للتهديد من قبل المتهم بالسلاح الأبيض لما طلب منه، وهو في حالة سكر، أن يكف عن التلفظ بكلمات مخلة بالآداب في الشارع العام. وقدمت الفتاة للمحققين هاتفها النقال كدليل إثبات للعلاقة بين الطرفين. ووجد رجال الأمن أنه يتضمن صورا للمعني بالأمر إلى جانب 11 رسالة قصيرة. وذكرت أن هاتفها كان في الأصل هدية من المتهم، وذهبت إلى أنه قد سبق له أن وعدها بالزواج، وبقيت تمارس معه الجنس في منزله، فيما يورد الوسطاني في شكاياته أن هواتفه تعرضت للسرقة واستغلت من قبل الفتاة كأدلة لإدانته. وذكر المتهم، وهو متزوج من مغربية مقيمة بإسبانيا، وكان قبل اعتقاله على أهبة الالتحاق بها في إطار التجمع العائلي، بأنه كان يجلب الخمر المهربة ويعيد بيعها، مشيرا إلى أنه انقطع عن ممارسة مهنة «كراب»، وفضل، بدلها، تهريب المواد الغذائية والألبسة. وأقر بأنه يعرف الفتاة التي تتهمه لأنها تعمل بمقشدة مجاورة لمسكنه، لكنه لم يسبق له أن ربط معها أية علاقة. وأنكر ممارسة الجنس عليها، كما أنكر تسليمها هاتفه النقال وكونه قد أرسل إليها رسائل قصيرة. ولم تفد مرافعات محاميه المطالبة ببراءته، وزكت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف الحكم الابتدائي، فيما فضل السجين الانتقال من السجن المحلي للحسيمة إلى سجن بوركايز بفاس لاستكمال عقوبته الحبسية، مع أمل لا يفارقه في إعادة فتح الملف من جديد.