لمياء بومهدي لاعبة الفريق الحريزي تسرد تفاصيل تجربتها الاحترافية مع نادي الصداقة اللبناني، وتحكي ل «المساء» عن العلاقة الطيبة التي جمعتها بأطر الفريق ولاعباته، معتبرة مرافقة عزيزة رباح لها في مشوار الاحتراف عاملا ساعدها على تخطي عقبة الإحساس بالغربة لدى فريق فتح يداه لاحتضانها من أجل فتح آفاق مستقبلية أخرى. - كيف احترفت في لبنان لدي فريق نادي الصداقة؟ < تجربة الاحتراف في الديار اللبنانية لدى نادي الصداقة جاءت بعد أن فاتحتنا رئيسة الفريق، هناء عاشور، في الموضوع، وذلك بحكم أننا كنا على تواصل دائم من خلال الدوري الذي يقام بالإمارات العربية المتحدة الذي كانت مبارياته مناسبة عاينت فيها هناء إمكانياتنا حيث أنه يشهد مشاركة العديد من الفرق، وتم ترتيب كل الإجراءات لانتقالنا، وهو ما خول لنا خوض غمار البطولة مع نادي الصداقة والحمد لله فقد استطعنا رفقة لاعباته الظفر بلقب البطولة والكأس الذي جاء نتيجة عمل متواصل لكل مكونات النادي. - كيف كانت تجربتك مع النادي ؟ < التجربة كانت جيدة، فطيلة مدة مكوثي بنادي الصداقة لم تواجهني أية مشاكل، إلى جانب كوني انسجمت بسرعة مع التركيبة البشرية للفريق، ولم أحس يوما بأي فرق، لأن الإحساس الذي لازمني في صفوف نادي الصداقة هو نفس ماكنت أحسه وأنا أمارس لدى فتيات برشيد. وأعتبر أن التجربة جاءت لتضيف إلى مساري الرياضي تحولا آخر، فبعد أن لعبت للفريق الحريزي الذي كان المدرسة الأولى التي تلقيت فيها مبادئ كرة القدم فتح المجال أمامي للالتحاق بفريق عربي آخر بكل ما تحمله التجربة من متغيرات لا يمكن نكران أثرها. - ماذا مثل وجود زميلتك عزيزة رباح إلى جانبك ؟ < لقد شكل وجود عزيزة، إلى جانبي عاملا من عوامل الاندماج، فمنذ أن حللنا بلبنان وهي تلازمني، الشيء الذي خفف عني الإحساس بالغربة هناك، وهو نفس ما كان يخالج عزيزة التي عبرت عن ذلك مرات متعددة، كما أن عامل احترافنا في بلد عربي هون علينا شيئا ما الإحساس بالبعد عن الوطن والأهل، الذي كان يتلاشى مع إحساسنا بتشابهه الطباع والعادات، وعموما فتجربة الاحتراف في لبنان كانت جيدة وتميزت بسرعة اندماجنا مع لاعبات وأطر نادي الصداقة. - بحكم المدة التي قضيتها لدى نادي الصداقة ماهو تقييمك لوضع كرة القدم النسوية بلبنان؟ < إن أهم ما يميز كرة القدم النسوية بلبنان هو عامل التنظيم، لقد لمسنا هذا عن قرب خلال الموسم الرياضي الذي خضناه هناك، فبرمجة المباريات تتم في بداية الموسم بشكل يظل قارا لا يخضع لأي تغيير، الشيء الذي يخول للفريق رسم برنامج عمل تلتزم به وترصد إمكانياته له، لأن البرنامج الذي يضعه القائمون يحدد للأندية النسوية مواعيد المباريات وأماكن إجرائها، إلى جانب الإمكانيات المادية التي تخصص لهذا الصنف من الرياضة، مما يجعل الهم الوحيد للاعبات هو التفكير في تحقيق نتائج مرضية، بعيدا عن أي مشاكل أخرى تتعلق بالجانب المالي لهن وهوعكس ما يحدث لدينا، لقد خلصت إلى أن مستوى اللاعبات التقني بالمغرب جد جيد لكن ما ينقصنا للأسف لكي نصل إلى مستوى احترافي هو إعادة النظر في الكيفية التي تتم بها برمجة المباريات وأماكنها على غرار النموذج اللبناني، مع الإشارة إلى أهم العوامل المساعدة على تحقيق هذا وهو الجانب المادي الذي أضحى أحد الركائز الأساسية للنهوض بكرة القدم النسوية بالمغرب. - لماذا فشلت محاولة الاحتراف بفرنسا؟ < أولا أنا أؤمن بأنها لم تكن من نصيبي، لقد أوشك مشواري الرياضي أن يتميز بتجربة احترافية لدى فريق لكومبيين بباريس، لكن التجربة لم تكلل بالنجاح لأسباب حالت وحصولي على تأشيرة الدخول إلى التراب الفرنسي، لكن هذا لم يؤثر علي سلبيا لأنني واصلت مسيرتي بفريقي الأصلي ولم أعر أهمية كبيرة إلى وقائع ما جرى في ترتيبات انتقالي إلى الدوري الفرنسي. لأنني كما أشرت سابقا علمت أنها تجربة لم يكتب لها أن تنضاف إلى مسيرتي الرياضية - هل ستجددين عقدك مع الفريق اللبناني؟ < إلى حدود الساعة ليس هناك حديث عن هذا الموضوع، رغم الرغبة الكبيرة التي أبان عنها مسؤولو نادي الصداقة الذين أصرح بأنني لاقيت منهم كل طيب، لكنني أحاول أن أنعم بدفئ العائلة والوطن لأفكر بعدها بأمر العقد. - هل كنت تتابعين أخبارفريقك السابق برشيد؟ < نعم لقد كنت أتابع خطواته بالبطولة المغربية وأنوي أن أخوض معه المباريات المتبقية لأنه يظل فريقي الأصلي، الذي لعبت فيه الكرة بشكل رسمي، بعد أن كنت سببا في تأسيسه سنة 1997 فلا يمكنني أن أتنكر لفضله علي ولا أستطيع البقاء بعيدة عن أخباره.