محمد الشيحاني من مواليد 1982 نشأ في مدرسة فريق الاتحاد الزموري للخميسات وتدرج في فئاتها الصغرى إلى أن ضمن رسميته بقسم الكبار للفريق وحقق معه نتائج أبهرت كل المتتبعين في المواسم الأخيرة ، وخاصة رفقة المدرب حسين عموتة الذي يصفه الشيحاني بالإطار الوطني الكفء ويدين له بكل الفضل في تأطيره وتكوينه على جميع المستويات وفتح آفاق الاحتراف في وجهه . في هذا اللقاء مع لاعب خط وسط فريق المغرب الفاسي وصانع ألعابه يحدثنا محمد الشيحاني عن صفقة انتقاله إلى فاس وعن تجربة خوضه لأول مباراة دولية رسمية له رفقة منتخبنا الوطني الذي واجه في آخر دورة من تصفيات كأسي العالم وكأس أمم أفريقيا منتخب الكامرون الذي أحرز على بطاقة التأهل لمونديال جنوب إفريقيا من المركب الرياضي بفاس على حساب أحلام وآمال ملايين المغاربة وعلى حساب سمعة كرة القدم المغربية ، كما يحدثنا عن رؤيته لمستقبل المنتخب الوطني بعد هذه الانتكاسة وعن المدرب الجديد المنتظر لقيادة سفينة أسود الأطلس في المرحلة المقبلة. س: بدايةكيف كان وقع الإقصاء من نهائيات كأس أمم أفريقيا على نفسيتك كلاعب لديه طموح يحمل القميص الوطني لأول مرة ؟ ج: لقد تألمت كثيرا لهذا الإقصاء وشعرت بالمرارة كما هو الشأن لدى جميع المغاربة وتأسفت لحال منتخبنا الوطني الذي خاض أسوأ مشوار إقصائي له في تاريخه منذ تأسيسه. منتخبنا الوطني اليوم لم يعد ذلك المنتخب الذي يثير الحماس والأمل في نفوس المغاربة الذين فقدوا الثقة فيه وفي كل شيء له علاقة بكرة القدم ، ولذلك يجب التفكير جديا والتركيز على أسباب هذه الانتكاسة لإصلاح ما يمكن إصلاحه ، ويجب طي هذه الصفحة المؤلمة بأسرع ما يمكن وإعادة تشكيل منتخب قوي منسجم يجمع بين اللاعبين المحترفين بالخارج والممارسين ضمن البطولة المحلية ، منتخب ينبغي أن تسوده الروح الوطنية والغيرة على القميص الوطني . س: ما هي رؤيتك لمستقبل المنتخب الوطني ولكرة القدم المغربية عموما على ضوء هذه الانتكاسة ؟ ج: أعتقد أن مستقبل كرة القدم المغربية والمنتخب الوطني هو الآن بيد المسؤولين عن الشأن الرياضي ببلادنا وبيد المكتب الجامعي أساسا ، وهناك على ما يبدو إرادة حقيقية من أجل تجاوز هذه الانتكاسة واستخلاص الدروس والعبر منها وطي صفحة الماضي من أجل بناء سياسة كروية جديدة ببلادنا قائمة على أسس احترافية وهذا ما نتمناه صراحة ، إذ ينبغي إعطاء الفرصة للاعب المحلي ووضع الثقة فيه كي يبرز كفاءته ومهاراته وأحقيته بحمل القميص الوطني في المرحلة المقبلة . وعلى العموم أنا متفائل من هذا المستقبل وهناك إشارات تدل على رغبة الجميع في تجاوز هذه المرحلة وإعطاء دفعة وديناميكية جديدة لكرة القدم الوطنية. س: تستعد الجامعة الملكية المغربية للإعلان عن مدرب جديد لأسود الأطلس ما هو رأيك في المدرب القادم ؟ ج: شخصيا ليس عندي مشكل بخصوص هذه المسألة ، فمرحبا بأي مدرب كيفما كان نوعه وجنسيته المهم أن تكون لديه الكفاءة والقدرة على تقديم إضافة للمنتخب الوطني وتحقيق الانسجام وأجواء الجدية والانضباط داخل صفوفه وبين عناصره وتحقيق النتائج التي ترضي الجماهير المغربية . لدينا أطر وطنية قادرة على القيام بهذه المهمة وينبغي فقط أن توضع فيها الثقة وتمنح الفرصة الكاملة للاشتغال ، ولعل الجميع يتذكر الإنجاز الرائع الذي حققه الإطار بادو الزاكي رفقة عناصر المنتخب الوطني في كأس أمم أفريقيا 2004 بتونس بحيث وصل في مشوار التصفيات إلى المباراة النهائية وخسرها أمام تونس البلد المضيف بسبب خطأ فردي ، إلا أننا فوجئنا بعد عودته من هذه البطولة الأفريقية بإبعاده من المنتخب لأسباب نجهلها لحد الآن . س: ننتقل الآن إلى فريق المغرب الفاسي الذي انتقلت إليه هذا الموسم رفقة كل من ادريس بلعمري وعادل فهيم الذين كنت تشكل معهما ثلاثيا منسجما في فريق اتحاد الخميسات ، فهل أنتم مرتاحون لمجيئكم إلى فاس ؟ ج: بطبيعة الحال لا يمكن لنا إلا أن نكون مرتاحين لأن جميع الظروف والشروط متوفرة والأجواء هنا بفريق المغرب الفاسي مشجعة على الممارسة الرياضية ، وشخصيا أشعر بالارتياح التام لأنني ألعب في صفوف فريق كبير وعريق له تاريخه وأمجاده الكروية ، وأتمنى أن يحالفنا الحظ والتوفيق ونحقق معه ألقابا ونتائج إيجابية في بطولة هذا الموسم . س: تعاقدت مع نادي المغرب الفاسي لمدة ثلاثة مواسم ماذا لو تلقيت عرضا احترافيا من إحدى النوادي الأوربية أو الخليجية ؟ ج: نعم تعاقدت مع المغرب الفاسي لمدة ثلاث سنوات ولكن هناك اتفاق بيني وبين المكتب المسير على السماح لي بالالتحاق بإحدى الأندية من خارج الوطن التي ترغب في خدماتي وهناك بند خاص في العقد ينص على ذلك . ولكن قبل التفكير في الاحتراف أتمنى كما قلت لك قبل قليل أن أحقق رفقة زملائي للمغرب الفاسي الذي يعلق علينا طاقمه الإداري والتقني وجمهوره العريض آمالا كبيرة إنجازا وألقابا تعيد له شيئا من أمجاده الغابرة ، وبعد ذلك مرحبا بأي عرض احترافي ، وهذا طموح مشروع يسعى إليه كل لاعب بالبطولة الوطنية بلغ من التجربة والنضج ما يسمح له بتحسين ظروفه ووضعه المادي والاجتماعي. س: يعاني المغرب الفاسي من مشكل التهديف أنت كلاعب خط وسط كيف تنظر إلى أداء لاعبي خط هجومه ، ألا ترى بأن هناك حاجة ماسة لتعزيز الفريق بمهاجمين آخرين بإمكانهم تقديم الإضافة وتسجيل الأهداف ؟ ج: فريق المغرب الفاسي يتوفر على خيرة اللاعبين المهاجمين بالبطولة الوطنية ولديهم تقنيات ومهارات عالية وما ينقص بعضهم ربما هو قليل من التركيز فقط خاصة في منطقة العمليات ، ولاعب خط الوسط كما قلت يكون دائما في حاجة إلى متمم للعمليات الهجومية وإلى من يترجم تمريراته إلى أهداف حقيقية . وعلى العموم أنا جد سعيد باللعب وراء اللاعبين المهاجمين الحاليين وأتمنى أن يبتسم لهم الحظ مستقبلا والمسألة في اعتقادي تتطلب بعض الوقت حتى يتأقلم اللاعبون الجدد مع الأجواء داخل الفريق . هو أفضل من هذه النتائج المسجلة لحد الآن. س: كلمة أخيرة: كلمتي الأخيرة أوجهها لكل من كان له الفضل في المستوى الذي وصلت إليه بدءا بالمؤطرين لي في فريقي اتحاد الخميسات وعلى رأسهم المدرب الكفء حسين عموتة وأجدد الشكر للسيد محمد الكرتيلي رئيس الفريق ، كما أشكر رئيس فريق المغرب الفاسي وكل أعضاء مكتبه المسير على المجهودات التي يبذلونها وكذلك الطاقم التقني من أجل إعادة البريق والاعتبار لكرة القدم الفاسية وتاريخها وأمجادها إلى الواجهة . وأعد الجمهور الفاسي مرة أخرى بأن الدورات القادمة سيقول فيها فريق الماص كلمته وسينافس على لقبي البطولة والكأس بكل قوة . وفي الأخير أتوجه بالتحية والشكر إلى والدتي التي أهدي لها أول ظهور لي رفقة المنتخب الوطني وهي التي كانت دائما تدعو لي في صلواتها بأن تتحقق لي هذه الأمنية فشكرا لها ولكل الأمهات