عادل فهيم: وداعا للفقر والتجربة إنطلاقة نحو الأحلام إدريس بلعمري: فاخر من حرضني على التوقيع للماص محمد الشيحاني: أوفينا للإتحاد وحان وقت بناء صرح الإمجاد إشتراهم بالجملة وليس التقسيط، نالهم دفعة واحدة وحملهم على أول سيارة لتقلهم غير بعيد عن الخميسات وبالضبط للعاصمة العلمية فاس، هو مروان بناني رئيس المغرب الفاسي الذي وفي ضربة معلم أنهى تفاصيل صفقة الثلاثي (فهيم، بلعمري والشيحاني)، وليضع خاتمة لمسلسل التشويق الذي رافق تحديد وجهتهم· في الحوار التالي متابعة لأحلام مهندسي ثورة الإتحاد الزموري وكيف ركبوا جميعهم صهوة بساط الريح بحثا عن المجد بألوان النمور، مع التأكيد على أن محاورتهم كانت في إطار صيغة الجمع أيضا وليس المفرد· المنتخب: التوقيع للمغرب الفاسي في نهاية المطاف، هل كان عز الطلب أم أنه إنتقال مفروض؟ عادل فهيم: بداية دعني أعرب لك عن سعادتي الكبيرة والمطلقة بهذا التوقيع وبكوني وفي هذا السن كان لزاما أن أنطلق صوب آفاق أرحب، أحمد الله على أن الأمور سارت على هذا النحو وعلى أن المسار التفاوضي انتهى نهاية سعيدة· أقول هذا وأنا أقدر أقوالي، لم يكن ممكنا أفضل مما كان، وأنا أنفي أن يكون التوقيع فرض علينا أو أجبرنا عليه· إدريس بلعمري: أتمنى أن يفرض كل مرة أمرا كهذا علينا إذا كانت الأمور ستنتهي هكذا، لا وجود للغة القهر كما لا وجود للغة الإكراه، نحن ثلاثي إتحاد الخميسات نعلن أننا بكامل قوانا العقلية (ضاحكا) وقعنا للمغرب الفاسي الذي سعدنا بحمل ألوانه· محمد الشيحاني: لن أخرج عن نص ما قاله الرفاق، قد تكون هناك أطراف دخلت على خط التفاوض، كل شيء قسمة ونصيب والخير فيما اختاره الله·· بالفعل أعتبر المحطة انطلاقة حقيقية نحو بناء صرح مجد آخر· المنتخب: سألت هكذا لأنه جرى الحديث عن دخول أطراف أخرى كالوداد، الفتح والرجاء والجديدة على الخط، ألم تفضلوا إحداها؟ عادل فهيم: كأي لاعب محترف يعرف ما له وما عليه، يعرف حقوقه وواجباته ويعرف أنه ملتزم بعقد مع ناديه ويتحكم في زمامه رئيسه، لم يكن مقبولا ولا منطقيا أن أقرر في شأن انتقالي لوجهة أخرى دون استشارة منه، وهكذا فوضنا كل شيء للسيد الكرتيلي ووثقنا بأنه سيختار الأفضل· إدريس بلعمري: لا أحد يكره أن يلعب للريال أو البارصا، لكن الماص ليس سيئا، لقد جرت مفاوضات بهدف جرنا للتوقيع الفردي وبإعتبارنا تربينا داخل الفريق وترعرنا داخله لم يكن ممكنا إطلاقا أن نعض اليد التي امتدت لنا أو أن نطعنها بإسم الإخلاص· محمد الشيحاني: كلها فرق جيدة وشعرنا بالفخر جراء هذا الإهتمام المتزايد والذي يتحول لصورة التكليف بدل التشريف، تربينا على الإحترام والوفاء وإلتزمنا بالعهد والوعد وهكذا شاء الله وقدر ونحن راضون· المنتخب: هل تمت مراضاتكم بالشكل الكافي رفقة الفريق الجديد؟ عادل فهيم: إذا ما نحن قارنا بين الوضع الحالي والسابق يمكن القول أنه وداعا للفقر (ضاحكا)، نعرف جيدا حدود إمكانيات إتحاد الخميسات ومعها المغرب الفاسي وباقي الأندية، حضينا بما فيه الكفاية ومدينون للفريق الذي صنع إسمنا، وحان وقت قطاف الغلة في الصيف· إدريس بلعمري: شخصيا أنا راض تمام الرضى، هناك روتوشات خفيفة في طريقها للتسوية، سعيد للغاية بما انتهت إليه المفاوضات في إنتظار تحسن الأوضاع لاحقا بناء على المردود الذي سنبرزه·· القناعة كنز لا يفنى ومقارنة مع الذي كنت أشعر بأنه قطعنا خطوة عملاقة· محمد الشيحاني: الأمور المادية وفي السن الذي يقترب من خلاله اللاعب لمحطة الثلاثين تصبح غاية وليست سببا، هناك إلتزامات وأعباء وهناك إنتظارات، والمهم هو أن نبرر لماذا ألح هذا الفريق وغيره في طلبنا فوق الملعب· المنتخب: أكيد أن هناك أشياء خاصة شدتكم لقبول العرض الفاسي؟ عادل فهيم: بالنسبة لي هناك ملعب أفضل، مدرب أفضل، جمهور أكثر ورئيس متفهم·· حين نضع هذه المقارنات تخلص إلى أن الإختيار كان منطقيا وموضوعيا، لا أقول بأن الخميسات بفريقها كانوا يمثلون لي عبئا، لكن العقل يتحكم أحيانا ويقول كلمته على حساب العاطفة· إدريس بلعمري: بالنسبة لي ما شدني وحرضني على ركوب صهوة هذه المغامرة الرائعة واللذيذة هو تواجد مدرب يشدني إليه كثيرا وأردت أن أجاوره وهو محمد فاخر، والذي أعتبره أفضل مدرب بالمغرب ولرهانات الماص المغرية· محمد الشيحاني: سأضيف على ما قاله شقيقاي بأن الظروف الإجتماعية أحيانا تقول كلمتها وأيضا قرب الخميسات من فاس شكل حافزا لقبول العرض والذي لا أظنه فرصة تتكرر كل مرة· المنتخب: تخوضون تجربة جديدة بمواصفات مختلفة وبقيمة مالية مدوية ألا تخشون من ثقل الإنتظارات؟ عادل فهيم: أكيد أضع هذا في المعطى، في الحسبان وأجعله أمامي، الكل سيترقب أداء اللاعبين الذين شكلوا عنوان الصيف، لكن الثقة بالنفس أولا، وثانيا في القدرة على الإبداع تجعلني شخصيا واثقا من الإضافة التي سأعطيها لمن وضع في ثقته· إدريس بلعمري: أكثر من لاعب فشل في تجاربه حين يدخل مرحلة الشك في مؤهلاته وحين يضع الإعتبارات التي قلت في سؤالك في مخيلته، لن نلعب بجزيرة الوقواق أو بثلث خال، سنلعب بمدينة نعرف خصوصياتها ونعشقها وبفريق نحترمه· محمد الشيحاني: الدخول الجيد في الأجواء، فرض الذات الإنضباط والإلتزام والعمل الجاد، أشياء تتغلب على كل الصعاب ولا أظن أننا سنصطدم بأي معيقات في الطريق، نحن مدعوون لتبرير لماذا نحن بفاس وسننجح بإذن الله· المنتخب: محمد الكرتيلي الرئيس الذي فتح الطريق لكم، ماذا يمثل بالنسبة لكم؟ عادل فهيم: هو الأب والرجل الذي له أفضاله علينا، أجزم بأنه من طينة نادرة من المسيرين، رجل بتدبير حكيم ومسير له تاريخه الذي يتجاوز عمر ممارستنا· إدريس بلعمري: لن أخرج عن ما قاله فهيم، محمد هو الأب الثاني للاعبين، وهنا أوضح عكس ما يثيره البعض لأنه رجل مواقف ويعطف على اللاعبين بطريقته الخاصة التي لا يفهمها البعض· محمد الشيحاني: هو رجل له تدبير مختلف عن البقية، بتجربته الكبيرة استطاع أن يتوصل إلى تدبير الشؤون الخاصة للفريق ولو هو بعيد عن إطار العمل، السي محمد مسير كبير وينشد مصلحة لاعبيه وهذا جيد للغاية· المنتخب: ألا تخشون أيضا من أن تتحولوا لرقم ثاني في الماص بعدما كنتم أساسيين ونجوما بالإتحاد الزموري؟ عادل فهيم: سبق وأن أجبتك على هذا السؤال وقلت لك أن الثقة بالنفس تذوب جليد الشك، شخصيا أثق في أن المحطة لن تشكل بالنسبة لي قلقا على مستوى الرسمية· إدريس بلعمري: أولا مسألة التثبيت من عدمها مرتبطة باختيارات المدرب ورؤيته الخاصة للتصميم والشكل الذي يلعب به، والسيد فاخر هو المسؤول عن هذا، وثانيا التجربة محفزة على الإجتهاد· محمد الشيحاني: أشاطر الأخ إدريس هذا الطرح لأنه حين تحس أنك مضايق على مستوى الرسمية يتقوى لديك حافز الإبداع وتصبح مطالبا بمضاعفة الجهد، وهذا محرك لتطوير الإمكانات· المنتخب: عانيتم تهميشا للحاق بالمنتخبات الوطنية، مع الماص، هل تسعون لتحقيق ما فات؟ عادل فهيم: أكيد، ولو أن الشغل الشاغل بالنسبة لي هو تقديم أفضل ما أملك لفريقي بإعتباره ناضل لأجل ضمي وقدر مجهوداتي، وثانيا لأن الإختيارات داخل المنتخب مثار شك والتفكير فيها يصيب بالإحباط· إدريس بلعمري: نعم، على عكس عادل أظن أن الفرصة سنحت لنا لنرد على أن >الحكرة< التي قوبل بها لاعبو البطولة لم تكن منطقية وليس معقولا أن يظل إسم بلعمري لتلعب لفريق كبير كي ينادى عليك للمنتخب· محمد الشيحاني: كل لاعب يحلم باللعب للفريق الوطني، وكل لاعب يتطلع لأن يكون عنصرا أساسيا داخل تشكيلة الأسود، لكن للأمانة ليس هذا هو الدافع لإلتحاقنا بالفريق الفاسي، هناك عوامل أخرى سبق ذكرها وهي أهم· المنتخب: هل الإحتراف عامل من العوامل التي تقصدون برغبتكم في مجاورة الماص كمحطة للإقلاع؟ إدريس بلعمري: فعلا المغرب الفاسي ليس هو الإتحاد الزموري، وقد يشكل محطة عبور أفضل صوب عالم الإحتراف، أعتقد أننا حين نغير لأول مرة الجلد فعلى أساس أن هذا التغيير سيصبح واردا أكثر في المستقبل· محمد الشيحاني: بخصوص ظروفي المهنية هي مرتبطة بأن أكون موضوعا ضمن إطار آخر مختلف، الشيحاني كلاعب كان مطلوبا لعديد من الأندية الوطنية وحتى القطرية بالسد ولم تكلل التجربة بالنجاح، سأحاول طرق هذه البوابة بصيغة أقوى إن شاء الله· المنتخب: هل يمكن أن تواعدوا الجمهور الماصاوي بإشراقة لقب بقدومكم؟ عادل فهيم: لا يمكن أن أقدم وعدا يحسب علي أو ضدي لاحقا، لكن ألتزم بأن أقدم لهذا الفريق كل ما أملك ولرئيسه بناني كل ما أذخر من مجهود كي يحقق الغاية التي ذكرتها· إدريس بلعمري: لا تنسى أننا لاعبون وجزء من معادلة 22 لاعبا هناك عناصر أخرى ستلعب نفس الدور كأداء جماعي، لو حضرت حسن النية والإخلاص من الأكيد سننجح إن شاء الله· محمد الشيحاني: لا يوجد في قاموس كرة القدم ما يحيل لأن لاعبا يصنع المعجزات لوحده، ذهب هذا مع بيلي ومارادونا، لكن كثلاثي من الممكن أن نسخر طاقتنا للماص دون الجزم بالنتيجة· المنتخب: قبل أن أترك لكم مساحة حرة للتعبير، هناك من يشبهكم بثلاثي مدريد (كاكا، كريستيانو وكريم) ما رأيكم؟ عادل فهيم: في ماذا نشبههم في الأصفار الغليظة أو الأرقام المنفوخة أو الدولار الذي نالوه ولا أعرف قدره·· هو تشبيه يسرنا وفهمت قصدك، بمعنى أننا قدمنا للماص كما فعلت الريال لأجل طرد التواضع، أتمنى ذلك·· أقدم شكري للجمهور الزموري على دعمه· إدريس بلعمري: شخصيا كريستيانو قدوتي ومثلي الأعلى وأتمنى أن أبلغ ربع مجده، وعبر منبركم أتمنى للفارس الزموري حظا موفقا، وشكرا لكل من آزرنا في الأوقات الحرجة· محمد الشيحاني: المقارنات من هذا النوع تبعث على الدوخة وشخصيا >أليس قدي يواتيني<، لا أحد يكره المجد والمال والشهرة·· وشكرا للجمهور الزموري، للرئيس الكرتيلي ولأفراد الأسرة وللسيد بناني على الثقة· التعريف محمد الشيحاني من مواليد: 1982 الطول: 87،1م الوزن: 81 كلغ المركز: وسط ميدان لاعب يجيد تكسير العمليات، قامته الطويلة تساعده في الدفاع والهجوم· نودي عليه ضمن المنتخب الوطني المحلي· عادل فهيم من مواليد: 1983