تناقلت مواقع الأنترنت اللقطات التي سجلتها كاميرا هاتف محمول تبلغ مدتها أربعين ثانية لحظات اغتيال «ندا» برصاصة وجهها رجل من «الباسيج» مباشرة إلى صدرها، بينما كانت تقف رفقة والدها على جانب من إحدى الطرق في العاصمة «طهران» تراقب الاحتجاجات والمظاهرات. وأظهر الفيلم صورا لندا سلطان، 27 سنة، شابة إيرانية ترتدي الجينز وتصرخ بين المتظاهرين قبل أن يطلق عليها الرصاص ويصيبها في صدرها، لتقع الفتاة مضرجة بدمائها بينما احد الأشخاص، يعتقد انه والدها، يصرخ بالقرب منها: ندا ابقي معي، لا تموتي. وبالرغم من محاولات الإنقاذ فإن الفتاة تسلم الروح في أقل من دقيقتين، لينتشر الفيلم بسرعة في أرجاء إيران، وعند المساء يصل الفيلم إلى عائلة في هولندا مع رسالة تشرح ما حدث، لتصل الصور إلى الإعلام الأوروبي. وقد حملت هذه اللقطة على موقعي الفيسبوك واليوتيوب، ثم انتشرت بسرعة عبر كثير من مواقع الشبكة العنكبوتية. وأحدثت هذه الصور صدمة في ألمانيا وتم بث الفيلم مرارا في محطات التلفزة، وكتبت العديد من الصحف عن الحادثة واعتبرت أن هذه الصور الصادمة لفتاة تموت بين يدي والدها لأنها أرادت التعبير عن رأيها ستكون هي النقطة الفاصلة. وصاحبت اللقطة رسالة من شخص مجهول يقول إنه كان حاضرا عندما تم التقاطها في الساعة السابعة و5 دقائق في طريق كارجار، وفي ركن يقطع شارعي خسرافي وصالحي، كانت الفتاة الشابة «ندا» تقف بجانب والدها، عندما استهدفها رجل «الباسيج» من على سطح أحد المنازل. ويقول الرجل الذي تضمنت الفيديو رسالته «الواضح أن القاتل استهدف توجيه رصاصته إلى قلبها مباشرة، ومن ثم لا يمكن أن يكون قد أخطأ هدفه. أنا طبيب ولذلك اندفعت بسرعة إليها في محاولة لإنقاذها، ولكن دون جدوى لأن الرصاصة اخترقت بعمق صدرها، فماتت خلال دقيقتين». وقامت قوات مكافحة الشغب الإيرانية بتفريق مظاهرة نظمتها المعارضة في ساحة «هفت تير» في وسط طهران إحياء لذكرى الفتاة الإيرانية ندا أغا سلطان التي قتلت برصاصة في صدرها، بالهراوات والغازات المسيلة للدموع. وانتهت المظاهرة التي تناقل الإيرانيون الدعوة للمشاركة فيها عبر موقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت «تويتر»، وضمت نحو ألف من أنصار موسوي، بعد حوالي ساعتين على بدئها. وكان حوالي 500 عنصر من شرطة مكافحة الشغب وميليشيا «الباسيج» انتشروا في ساحة هفت تير، التي ظلت مفتوحة أمام حركة السير. وحول الاصطلاحيون الإيرانيون مقتل «ندا» الفتاة ذات السبعة والعشرين ربيعا، والتي لا يزال قبرها مجهولا، إلى رمز لحركة الاحتجاج التي اندلعت عقب إعلان فوز الرئيس محمود احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي يطعنون فيها بالتزوير. لم يذكر الإعلام الحكومي الإيراني شيئا عن مقتل ندا، لكنها صارت خبرا في الإعلام العالمي، وعرضت قنوات فضائية لقطة الفيديو عدة مرات والدم ينزف من فمها وأنفها.