ساد الحذر والتوجس الحصة التدريبية التي جرت أول أمس بحضور رجال الإعلام بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة، حيث لوحظ أن أغلب اللاعبين يتحاشون الأحاديث الصحافية، باستثناء اللاعبين المحترفين في أوربا الذين أجابوا دون تردد عن أسئلة الزملاء الذين رابطوا لأزيد من ساعتين في فضاء المركز أملا في الحصول على تصريح غالبا ما تغلب عليه لغة الخشب. وقف الحمداوي وحجي والركراكي بدون حراج أمام ميكرفونات وآلات تسجيل الصحافيين، وتحدثوا بنوع من التفاؤل عن المباراة القادمة أمام منتخب الطوغو، برسم الإقصائيات المزدوجة المؤدية إلى نهائيات كأسي إفريقيا والعالم، بينما فضل العديد من اللاعبين المحليين تفادي فضول الصحافيين، الذين ظلوا يعتمدون على ما نسجوا من علاقات شخصية مع اللاعبين لتذويب جليد الخلاف، بينما غادر لومير الملعب وهو يرواغ المصورين والصحافيين رافضا أخذ صور تذكارية مع أحد المستخدمين. قال لومير ردا على سؤال ل«المساء» حول ما إذا كان صمته مستمرا، «الصمت حكمة» وانصرف وكأنه سجين فار من معتقل، أما المدرب الوطني فتحي جمال فاختار مسلكا آمنا بعيدا عن عيون الصحافيين، رافضا الحديث إلى رجال مهنة المتاعب الذين تحملوا عناء السفر إلى محطة إعدادية بعيدة. لوحظ غياب الناطق الرسمي باسم الجامعة الملكية لكرة القدم، والذي لم يمر على تعيينه في هذا المنصب سوى يومين، لأن عبد الله غلام كان منشغلا باجتماع مع منخرطي الرجاء، وترك الأمر لنباهة الصحافيين وقدرتهم على استمالة «عطف» اللاعبين. خلال الحصة التدريبية ليوم الأربعاء، ركز المدرب لومير على تنفيذ بعض الوصفات التكتيكية، وتبين أن الرجل مشغول بعقم الهجوم، ويحاول قدر الإمكان تعزيز جبهة الهجوم باللاعب نبيل باها، وكلما أمر بتوقيف دوران الكرة إلا وطلب من لاعبيه التحرك عموديا. في نهاية الحصة التدريبية تبين أن المنتخب الوطني لم يتخلص بعد من تحالفات موروثة، فقد كان التواصل شبه مفتقد بين فسيفساء المنتخب، الموجة الهولندية في صراع خفي مع الموجة الفرنسية، بينما تضاءل دور المحترفين في الخليج الذين يحتلون الصف ما قبل الأخير الذي يحتله المحليون الأقل تأثيرا، وقد حاول نور الدين النيبت مستشار الفهري في شؤون المنتخب الوطني تذويب جليد التحالفات وتعزيز الحضور القومي في نفوس اللاعبين، خلال زيارته للمعسكر مساء يوم الثلاثاء الماضي. يتحدث بعض اللاعبين همسا عن صراع خفي بين الناخب الوطني لومير ورئيس الجامعة الملكية علي الفاسي الفهري، سيما بعد أن اعتبر روجي التحركات الانفرادية للرئيس اقتحاما لمحمية المدرب، بل إن الإطار الفرنسي لم يتردد في القول كلما ووجه بانتقادات، «إن المنتخب المغربي لا يتوفر على محترفين من قيمة إيطو ودروغبا وأديبايور، وبالتالي فإن الحلم لا يمكن أن يتعدى سقف الإمكانيات البشرية المتوفرة. لم تتغير أشياء كثيرة في معسكر المنتخب الوطني، فالطاقم التقني يتحرك كالعادة بأوامر مدرب يمارس ديكتاتوريته، وفضاء لا يختلف كثيرا عن ملاعب تداريب الأندية، ولعبة القط والفأر مستمرة بين الصحافيين ومكونات المنتخب، شيء واحد تغير في العهد الجديد هو استبدال الدرك الملكي بأفراد القوات المساعدة، حيث غادر رجال بنسليمان المكان مفوضين مأمورية الضبط الأمني لأبناء العنيكري، في تحول له أكثر من دلالة.