كشفت مصادر استخباراتية أن الأجهزة الأمنية بإسبانيا وبعض الدول الأوربية تتوقع هجوما إرهابيا بعد خطاب الرئيس الأمريكي، حسين باراك أوباما، في القاهرة. وطلبت الاستخبارات الوطنية الإسبانية مساعدة الجزائر في التحريات حول الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة في المغرب العربي، بعد اعتراض اتصالات إلكترونية مشبوهة وتحركات غير عادية لسلفيين مغاربيين منتشرين في عدة دول أوربية. وأضافت مصادرنا أن إسبانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا رفعت من درجة التأهب الأمني تحسبا لهجوم إرهابي محتمل، حيث طلبت من الجزائر تعزيز التعاون معها لرصد الخلايا السلفية النائمة في أوربا. وأفاد مصدر على اطلاع بالتعاون الأمني المغاربي الأوربي بأن الدول المذكورة طلبت المساعدة من الجزائر لتفسير رسائل إلكترونية متبادلة بين نشطاء سلفيين، جاءت مشفرة برموز عربية غير مفهومة. وتتحرى أجهزة الأمن الأوربية حول نشاط خلايا إرهابية، يعتقد أن زعماءها تلقوا أوامر بالتخطيط لهجمات إرهابية كبيرة فوق أراضي بلد لم يتم تحديده بعد، وجاء ذلك بعد بروز مؤشرات قوية حول هذا الهجوم، منها رصد مراسلات بالبريد الإلكتروني قادمة من الجزائر وباكستان وماليزيا، وهي حالة تسمى استخباراتيا وتقنيا ب«الصمت الإلكتروني»، حيث عمد نشطاء سلفيون إسلاميون من مرتادي منتديات النقاش الجهادية إلى التوقف عن زيارة هذه المواقع الإلكترونية التحريضية فجأة، مما فسرته أجهزة الاستخبارات بأنه بمثابة «انتقال إلى العمل الميداني»، وهو بالضبط ما حدث مع المتورطين في هجمات لندن 2005. ورصدت أجهزة الأمن الأوربية، في منتصف شهر أبريل الماضي، رسائل إلكترونية بين الجزائر وماليزيا وباكستان وفرنسا في ثلاث مناسبات متتالية خلال أسبوع واحد. وجاءت إحداها من مدينة كاراتشي الباكستانية، حيث تم تفسير حركة الرسائل الإلكترونية عبر محاور ماليزيا وباكستان ثم الجزائر وفرنسا بأنه تنسيق ما بين أطراف تنتمي إلى تنظيم القاعدة. وبسبب فشلهم في إدراك فحوى هذه الرسائل المشفرة، طلب الأوربيون مساعدة خبراء أمنيين جزائريين في مجال متابعة الجماعات الإرهابية. وتم تفسير هذا التواصل الذي كشفته بريطانيا في البداية بأن تنظيم القاعدة وجه طلبا إلى فرعه في المغرب الإسلامي المتمركز حاليا في أوربا. وحسب مصدر أمني مسؤول، فإن عدة دول أوربية تتخوف بشدة من احتمال وقوع عمليات إرهابية فوق أراضيها.