تناوبت مختلف الأجهزة الأمنية، من شرطة قضائية ودرك ملكي واستعلامات عامة، على إحدى المصحات بفاس للاستماع إلى رئيس سابق لجماعة قروية قال إنه تعرض للاختطاف من قبل عصابة بالمدينة، يشير إلى أنها كانت في خدمة أحد منافسيه. وحضر إلى المصحة نائب المدير الجهوي لمراقبة التراب الوطني، وهو الجهاز المعروف اختصارا ب«الديستي» للإطمئنان على حالته. وحكى عبد الرحيم المعتمد، وهو رئيس سابق لجماعة عين الله القروية باسم حزب الاستقلال، أنه، في الصباح الباكر ليوم السبت، تعرض لهجوم مباغت من قبل عصابة مدججة بأسلحة بيضاء كانت على متن سيارة رباعية الدفع، حيث تمت محاصرته رفقة مستشار آخر، هذا الأخير تمكن من الفرار، فيما تم اختطاف المعتمد والاعتداء عليه قبل أن يتم تعصيب عينيه ونقله إلى مكان مجهول تبين له فيما بعد أنه يوجد في النفوذ الترابي لمدينة مكناس. وربط هذا الرئيس الجماعي السابق، الذي فاز مجددا في انتخابات يوم الجمعة، بين هذا الاختطاف وبين تطلعات منافسين له في هذه الجماعة للوصول إلى الرئاسة. واتهم عائلة برلماني بالوقوف وراء هذه العملية. وقال إن والد هذا العضو في مجلس النواب، وهو كذلك عضو بالغرفة الثانية للبرلماني، هو من حاول «التفاوض» معه أثناء وجوده رهن الاختطاف بناحية مكناس، مضيفا أن هذا المستشار البرلماني عمد إلى الضغط عليه من أجل توقيع عقد عرفي بالدين وصلت قيمته إلى 40 مليون سنتيم، وذلك لضمان عدم تقدمه لرئاسة هذه الجماعة. وحرر عدلان هذا العقد للمختطف بحضور أعضاء من عائلة المستشار البرلماني. وأدى انتشار خبر اختطاف هذا المنتخب إلى خروج مسيرة احتجاجية لمؤيديه بهذه الجماعة، سارت مشيا على الأقدام صباح يوم السبت الماضي لما يقارب 7 كيلومترات، قبل أن تتدخل السلطات الأمنية لتوقف سيرها في اتجاه ولاية فاس في مدخل مركز المدينة. وعمد المختطفون، بعد ذيوع الخبر واستنفار السلطات، إلى إطلاق سراحه، لكن في مدينة مكناس. واضطر المختطف إلى العودة إلى جماعته عن طريق سيارة أجرة كبيرة، قبل أن يدخل مصحة خاصة لتلقي الإسعافات الأولية. وفي الوقت الذي تجري فيه الشرطة العلمية أبحاثها على ملابس المستشار الملطخة بالدم، ومحاولة كشف بصمات المعتدي، فإن رجال الدرك وعناصر الشرطة القضائية لم يتمكنوا بعد من اعتقال أي من المتهمين بالانتماء إلى هذه العصابة، نظرا إلى كونهم في حالة فرار. ونفى حسن الودي، وهو نائب برلماني عن حزب الحركة الاجتماعية الديمقراطية، وقوفه وراء عملية اختطافه. وقال في اتصال ل«المساء» به، إن عائلته لا تختطف الناس، مضيفا أنه كان يوجد في ذلك اليوم خارج فاس. وربط هذه الاتهامات بالتنافس الجاري بينه وبين الرئيس السابق لهذه الجماعة حول الرئاسة. وأشار إلى أن الوثيقة العدلية المتعلقة بالدين لها علاقة بتعاملات تجارية بين هذا المرشح وعائلته وبين والده، عبد السلام الودي، وهو مستشار بالغرفة الثانية.