ارتفعت حمى الحملات الانتخابية بدائرة الحسيمة، مع بداية العد العكسي للانتخابات الجماعية ل 12 يونيو، وبدا التنافس على أشده بين وكلاء لوائح حزب الأصالة والمعاصرة والعهد الديمقراطي والتجمع الوطني للأحرار من أجل استمالة أصوات الناخبين. وذكرت مصادر متابعة لمجريات الحملة الانتخابية للأحزاب أن رهان محمد بودرا من الأصالة والمعاصرة، وسعيد شعو من حزب العهد، وإسماعيل الرايس من التجمع الوطني للأحرار، على أكبر عدد من مقاعد المجلس البلدي للحسيمة، جعلهم لا يتوانون في تبادل الاتهامات. وفي هذا السياق، تقول المصادر ذاتها، وجه سعيد شعو وكيل لائحة حزب العهد انتقادات لاذعة إلى المجلس البلدي السابق للمدينة محمد بودرا وكيل لائحة «التراكتور»، واعتبره من بين أفشل المجالس التي تعاقبت على تسيير البلدية. واتهمه في تجمع خطابي حضره الأمين العام لحزب العهد الديمقراطي نجيب الوزاني، بضرب القدرة الشرائية للمواطن البسيط والعادي من خلال تفويت عدد من القطاعات الحيوية كقطاع النظافة بالإضافة إلى الضريبة التي تمت إضافتها إلى فاتورة الماء الصالح للشرب والمتعلقة بمياه الصرف الصحي. وقال رابح زعنون، الكاتب الجهوي لحزب الكتاب ل«المساء»: «ما قديناش نقدمو لائحة باش ما كان، لذلك فضلنا عدم تقديم أي لائحة باسم الحزب والاستعاضة عن ذلك بتقديم لوائح في بعض الجماعات القروية ومساندة لوائح تحالف اليسار الديمقراطي»، مشيرا إلى أن انسحاب بودرا كان له أثر على عدم تقديم لائحة الحزب بالحسيمة خاصة أنه جاء عشية التحضير لوضع اللوائح. من جهة أخرى، سجلت المصادر استعمال المال من طرف المتنافسين بدرجة متفاوتة، وقالت «المال تدوز تحت الطبلة، واد كيجري من دار لدار ومن مقهى لأخرى، ووصل الأمر بأحد التجار أن جعل دكانه مركزا لشراء أصوات الناخبين لمن يدفع أكثر من المتنافسين»، مشيرة إلى أن الصراع الدائر بين الأحزاب هو صراع أشخاص وليس برامج حزبية.