اعتبر روجي ميلا، النجم الكامروني السابق، في حوار مع «المساء» نتيجة التعادل المسجلة في مباراة المنتخبين المغربي والكامروني منصفة للطرفين، لأنها منحت حضارتين كرويتين حق التشبث بالأمل، وقال ميلا في اتصال هاتفي أجرته معه «المساء» في أعقاب المباراة، إن المنتخب المغربي جاء إلى ياوندي من أجل تحقيق نتيجة التعادل وتمكن من الحصول عليها بأداء واقعي. - ما هو تقييمك لأداء المنتخب الكامروني في هذه المباراة؟ < على العموم النتيجة جيدة لأن التعادل جاء في أعقاب هزة عنيفة عاشها المنتخب، بعد الرحيل المفاجئ للمدرب الألماني أوطو فيستر، في نظري التعادل أمام خصم عنيد كالمغرب يعتبر نتيجة إيجابية، إذا ما وضعنا المباراة في سياقها الزمني، التكافؤ كان سمة المواجهة وكل فريق أضاع فرصا حقيقية للتسجيل، علما أن الطاقم التقني يخوض أول مباراة في كرسي بدلاء المنتخب. - لكن التعادل في عقر الدار يعتبر بمثابة نصف خسارة؟ < من قال لك هذا، لقد انهزم المنتخب الكامروني أمام الطوغو في المباراة السابقة وقال البعض إن أسطورة الكامرون أو الأسود غير المروضة قد انتهت، لكن تبين في ما بعد أن المنتخب الكامروني قادر على الخروج من تحت الأنقاض، واليوم لاحظنا أن الجماهير تساند الفريق بلا انقطاع وأن العزيمة حاضرة، وأظن أننا نسير في خط تصاعدي، لأنه في المباراة الأولى أمام الطوغو انهزمنا، وفي النزال الثاني تعادلنا وفي المباراة الثالثة سنفوز، وهو وضع أفضل، خاصة ونحن نعرف قدرة لاعبينا على الفوز في المباريات القادمة، إذا تخلصوا من الضغط النفسي. - وما هو تقييمك لأداء المنتخب المغربي؟ < المباراة على العموم كانت ذات مردود تقني جيد، شاهدنا فرصا للتسجيل من هذا الطرف، أو ذاك، وكنت شخصيا أتوقع خطورة المغاربة في المرتدات وهو ما حصل، لقد تبين من خلال مباراة اليوم أن الهزيمة التي حصل عليها المغاربة والكامرونيون في أول محطة مجرد حادثة سير. - لكن التعادل لا يخدم مصلحة المنتخبين مادام المنتخب الغابوني قد انتصر على الطوغو؟ < نحن الآن في الجولة الثانية، ولازال أمامنا نصف المشوار، وفي لعبة كرة القدم أحيانا نسعد لمجرد تعادل في عقر الدار، ونقطة واحدة ستكون لها قيمتها في آخر المشوار، باختصار أنا سعيد ومتفائل لأن عناصر المنتخب الكامروني تجاوزت الحاجز النفسي وتحدت كل المعيقات التي أعقبت مباراة الطوغو، لقد اجتاز الجمهور الكامروني ممرا من القلق بسبب التصدع الذي عرفه منتخب بلاده. - المنتخب المغربي عاش نفس التصدع قبل مباراة ياوندي بمعنى أننا في الهم واحد؟ < لا ليس إلى هذا الحد، ولا يمكن المقارنة بين وضعين مختلفين، فروجي لومير مدرب منتخب المغرب لم يذهب إلى أوربا ومن المعسكر لم يكتب استقالته ويبعثها إلى الجامعة ونحن على بعد أسبوع واحد من مباراة هامة، ثم إن أسود الأطلس حافظوا تقريبا على نفس التشكيلة التي خاضت المباريات السابقة. - لكن منتخب المغرب يعرف العديد من الغيابات، أبرزها الشماخ؟ < في المباريات التي تجرى عادة خارج البلد، الغيابات التي تكون مؤثرة هي غيابات قطع الغيار الدفاعية أو لوسط الميدان، فغالبا ما يكون الهاجس الدفاعي حاضرا كلما تعلق الأمر بمباراة خارجية، ومهما حاول المدرب تخليص اللاعبين من هذا الفكر فإنه لا يفلح، لكن على حد علمي فالمواهب المغربية متوفرة بنسبة كبيرة في الدوريات الأوربية، وغياب الشماخ لا يؤثر، لأن المنتخب المغربي لم يكن يسعى إلا الفوز في قلب ياوندي بل كان يراهن على التعادل. - إيطو لم يكن فعالا في هذه المباراة؟ < ليس إيطو هو الذي لم يقدم نفس المستوى الذي عرف عنه أثناء حمله للقميص الكطلاني، هناك أسماء أخرى، وأعتقد أن العديد من المنتخبات تعاني من هذه الإشكالية، وتبدي ملاحظاتها حول تباين المستويات، لكنني على يقين بأن حضور إيطو يكفي وحده لخلق تماسك في المجموعة الكامرونية، لأنه راكم تجربة كبيرة ولأنه يدعم بوجوده العناصر الشابة، أنا لعبت في المنتخب إلى أبعد سن ممكن ومهما كان أدائي فإن مجرد حضوري كان حافزا للعناصر الشابة التي شكلت الخلف. - كلمة أخيرة؟ < أبعث بتحية عبر جريدتكم إلى كل الرياضيين المغاربة، وأتمنى أن يستعيد المنتخبان الكامروني والمغربي مستواهما المعهود في ما تبقى من محطات.