قضى طوماس نكونو مدرب المنتخب الكامروني أربعة وعشرين ساعة في المغرب، رفقة أحد مساعديه، من أجل مهمة محددة، وهي تتبع المنتخب الطوغولي في مباراته أمام الفريق الوطني المغربي، تابع مباراة أول أمس وحمد الله، لأن مسيرة أسود الأطلس اصطدمت مرة أخرى بصخرة الطوغو الذي تخصص في قهر الكبار والتواضع أمام الصغار. في حواره مع «المساء» أكد المدرب الكامروني أن التعادل يكفي للاستدلال على قوة المجموعة، وأن الأمل لازال يراود كل مكوناتها. - ما هي قراءتك لمباراة المنتخبين المغربي والطوغولي؟ < كنت أتوقع مباراة أفضل من حيث المردود التقني، خاصة بعد أن انهزم الطوغوليون في لبيروفيل وتعادل المغاربة في ياوندي، لأن الفريق الأول سيحاول العودة إلى السباق والثاني كان مطالبا بتأكيد قدراته في فرصة لجعل الجمهور المغربي ينسى هزيمة الغابون، لكن المباراة لم تف بوعدها وكانت بصراحة رتيبة، فريق يهاجم باحتشام وفريق يدافع بعدد كبير من اللاعبين، باختصار الأداء العام للمنتخبين كان أقل من المتوقع. - الهدف من زيارتك للمغرب هو معاينة المنتخب الطوغولي أكثر من متابعة المنتخب المغربي، أليس كذلك؟ < فعلا الهدف الأول هو إعداد تقرير مفصل حول المنتخب الطوغولي، لقد كونا فكرة عنه، لكننا نريد أن نعرف كيف يخوض الطوغو مبارياته الخارجية، لأننا سوف نستقبله في ياوندي رغم أنني متيقن أن غياب مجموعة من نجوم الفريق من شأنه أن يجعل التقرير المنجز حوله غير مكتمل. - هل كنت تتوقع أن يقدم المنتخب المغربي مردودا باهتا بعد أن عاد بتعادل هام من ياوندي ضد منتخبكم؟ < في كرة القدم كل شيء ممكن، ولا مجال إطلاقا للتوقعات، المنتخب المغربي لم يبهر في ياوندي كما اعتقد الكثيرون، بل خاض المباراة بقتالية لأنه جاء أصلا من أجل التعادل، ولعب تقريبا بنفس الأسلوب الذي اعتمده الطوغوليين أمس في الرباط، أي تحصين خط الدفاع وتشديد الرقابة على المهاجمين وممارسة المرتد بين الفينة والأخرى. أعرف أن المنتخب المغربي يملك كفاءات من العيار الثقيل، لكن الإشكالية تكمن في صعوبة استرجاع الثقة في المجموعة. - ضاع حلم تأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم، هل تخلص منتخبكم من خصم عنيد بعد أن انحصر التنافس بين ثلاثة منتخبات فقط؟ < أنا لا أتفق معك في هذا الطرح، لأنه عمليا المنتخب المغربي لم يفقد كل الآمال، لكن الأهم هو الاستمرار وعدم الاستسلام للقدر، ففي كرة القدم يكفي الفوز في مباراة واحدة ليبعث الأمل من جديد. - ماذا ينقص المنتخب المغربي ليستعيد قوته؟ < يمكن أن أقول لك إن ما يفتقد إليه منتخبكم هي الثقة، ولن أتحدث عن نقط الضعف الأخرى لأنني أتقيد بأخلاقيات المهنة ولا يمكن أن أنتقد زميلا. - تأجيل المباراة التي كانت ستجمع المنتخب الكامروني بالغابون، مكنكم من التعرف على ملامح المجموعة الأولى وتدبير المباراة وفق معطيات جديدة، إثر تعادل المغرب والطوغو؟ < كان من المقرر أن نخوض المباراة أمام الغابون في نفس التوقيت الزمني، لكن حالة الحداد التي يعرفها الغابون أجلت المواجهة، وهو معطى له إيجابياته وسلبياته، أبرز الإيجابيات تعرفنا على نتيجة خصمين في نفس المجموعة، وعلى ضوئها سنبني تصوراتنا، كما سيمكننا التوقف الاضطراري من استرجاع مجموعة من العناصر المصابة، لكن بالمقابل هناك إكراهات أخرى تتعلق بوضعية اللاعبين المحترفين مع أنديتهم، حيث ستنطلق بعد أيام التحضيرات للدوريات الاحترافية، وأغلب لاعبي منتخبنا يمارسون في أندية احترافية. - متى كانت آخر زيارة لك للمغرب؟ < آخر زيارة تعود إلى سنة 1993 على ما أذكر، حين لبيت دعوة زميلي ميري كريمو، وشاركت في مباراة تكريمية في الدارالبيضاء، إلى جانب العديد من اللاعبين الذين عايشوا المحتفى به، لكن لدي علاقات طيبة مع العديد من المغاربة. - متى ستعود إلى بلدك؟ < سأعود أولا إلى برشلونة لإنهاء بعض الأمور المتعلقة بفريقي إسبانيول، لأنني لا زلت ضمن طاقمه التقني كمدير رياضي، وسألتحق بالكامرون في الأسبوع الموالي.