مفاجآت عصابة لي موراي -التي سطت، قبل ثلاث سنوات، على بنك بإنجلترا واستولت على ما يزيد على 53 مليون جنيه إسترليني- لا تتوقف عند حدود اعتقالهم بعد مواجهات عنيفة مع الأمن المغربي بأحد الأسواق الممتازة بالرباط؛ فالمتهم الرئيسي لهذه العصابة (من أصل مغربي والحاصل على جنسية إنجليزية والملقب بلي موراي) خطط، من داخل زنزانته الانفرادية بسجن سلا، للفرار على طريقة الأفلام الهوليودية. الخطة المحكمة التي وضعها لي موراي تم كشفها، بالصدفة، عن طريق سجين آخر ينزل بنفس الجناح أراد الاستيلاء على أغراضه (ملابس ومواد غذائية) من داخل زنزانته عن طريق إدخال قصبة صنارة طويلة عبر نافذة الزنزانة التي يستعملها الحراس من أجل الاطمئنان على المعتقلين، حيث استغل هذا السجين «اللص» فرصة إيداع لي موراي ب«الكاشو» في جناح آخر على خلفية ضبط حاسوب نقال بحوزته بعد عملية تفتيش مفاجئة ووشاية من سجين سبق أن قام بالتبليغ عنه لدى الإدارة بأن أفشى سر وجود كمية تزيد على 5 كيلوغرامات من الحشيش داخل زنزانته. السجين «اللص» قضى أياما وهو يقوم بنفس العملية، حيث ظل يقوم ببيع الأشياء المسروقة لباقي النزلاء ليكتشف، في آخر مرة، عندما استخرج علب بيسكويت وبداخلها مناشير صغيرة تستعمل في قطع الحديد. وبعد نصيحة من أحد السجناء، قام بالتبليغ عن الأمر لدى إدارة السجن. متزعم سرقة القرن، التي عصفت بأشهر البنوك الإنجليزية، كان يعيش، حسب مصادر من المعتقلين بسجن سلا، مثل الملك، حيث خصصت له غرفة مجهزة بكل الأشياء المحرمة على باقي السجناء. وكان قد دخل في نظام حمية صارم من أجل تخسيس وزنه حتى يسهل عليه التسلل عبر النافذة الصغيرة للسجن. وهو يعد من زمرة المحظوظين داخل السجن، وكان يسمح له بإدخال كل ما يريده بسبب الأموال الطائلة التي كان يتوفر عليها. مصادر من السجناء أفادت بأنه كان يباشر أعماله مع أفراد عصابته بالخارج عن طريق شبكة الأنترنيت بعد أن استطاع إدخال حاسوب نقال مزود بخدمة الأنترنيت. وظل يحصل كل أسبوع على كل ما يريده من طعام ولباس من أحد الأسواق الممتازة بالعاصمة. واستطاع تعلم اللغة العربية في وقت وجيز. وحافظ على لياقته البدنية عن طريق رياضة حمل الأثقال بعدما مكنه الحراس من المواد الضرورية، وخاصة الإسمنت، لصناعة أدوات هذه الرياضة. السلطات الأمنية والقضائية البريطانية تصفه بالعقل المدبر للسرقة التي استهدفت مخازن شركة نقل أموال بريطانية، بمنطقة كينت بالمملكة المتحدة في 22 فبراير 2006. وهو مصارع معروف في رياضة العراك القفصي المسماة في بريطانيا «كيج فايت»، وهو يتحدر من مدينة سيدي إيفني، والده مغربي وأمه بريطانية. وكان قد ألقي القبض على البريطانيين الأربعة، المبحوث عنهم من قبل الشرطة البريطانية و»الأنتربول»، في يونيو 2006، بمركز «ميغامول» بالرباط بناء على مذكرة توقيف دولية للاشتباه في ارتكابهم أكبر سطو مسلح على بنك بواسطة أسلحة نارية ووسائل متطورة للتنكر، إذ اقتحم 6 أشخاص، كانوا يضعون أقنعة على وجوههم ويحملون أسلحة نارية متطورة، مقر البنك وهددوا الموظفين بالقتل بعد تكبيل 15 منهم.