توالت في السنوات الأخيرة استطلاعات الرأي التي تنجزها مختبرات الأدوية حول الحياة الجنسية،التي رغم خلفيتها التجارية غير الخفية، تعطي مؤشرات حول هواجس و انتظارات المغاربة في هذا المجال.الدراسات حاولت الوقوف عند المشاكل التي تعتري العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، من خلال التركيز على الاختلالات التي تصيب الانتصاب و «الأعطاب» التي تفضي إلى العجز الجنسي، الذي تتضارب الإحصائيات حول مستواه في المغرب، حيث يجري الحديث عن أنه يطال ثلاثة ملايين مغربي. رقم يثير الشكوك حول عكسه لحقيقة الوضعية، في غياب دراسة تنجزها جهة لا مصلحة تجارية لها من وراء ذلك. فوائد تلك الدراسات التي توفرها المختبرات تتمثل في بعض الأحيان في درجة البوح بانتظارات الشريكين من العملية الجنسية، حيث تتعدى الوصال المباشر إلى اشتراط المقدمات والحرص على إشباع الرغبة واللجوء إلى الطبيب عندما يطرأ طارئ مقلق. غير أن السحرة والمشعوذين ما زالوا ملاذا لمن تعثر أداؤهم الجنسي. لذلك يتم اللجوء إلى العقاقير والأعشاب والتمائم من أجل ترميم ما أصابه العطب أو اختل أداؤه ويتجلى ذلك في أن ثمة اتجاها نحو كسر الصمت الذي يحيط بالحياة الجنسية للمغاربة،حيث أن الحديث عنها يمكن أن يجد مسوغا له في العديد من الكتب التي خلفها الأسلاف والتي أحاطت بجميع جوانب الحياة الحميمية بشكل مدهش. دراسة : 8 بالمائة يمارسون الجنس يوميا و26 في المائة يمارسون من أربع إلى ست مرات في الأسبوع و45 في المائة من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع و13 في المائة مرة واحدة في الأسبوع المحامون يقولون أن حوالي خمس حالات الطلاق في المغرب ناجمة عن مشاكل جنسية أخذ المغاربة يكسرون شيئا فشيئا جدار الصمت الذي يحيط بحياتهم الجنسية، فقد أصبحوا يقصدون الأطباء في السنوات الأخيرة، من أجل الحديث عن «أعطابهم» وهواجسهم الأكثر حميمية. ذلك ما يؤكده الطبيب منير بنشقرون، المتخصص في أمراض المسالك البولية، الذي يشير إلى أن المغاربة يقصدون الطبيب أكثر، من أجل طلب الشفاء من الاختلالات التي تظهر في انتصاب القضيب والتعبير عن التخوفات التي تسكنهم حول الزواج وليلة الدخلة وكيفية التعامل معها، كما يستفسرون حول حجم القضيب الذي يوفر أداء جنسيا. أرقام مثيرة للجدل البعض يشير إلى أن الاعتبارات التجارية تملي النتائج التي تتوصل إليها بعض الدراسات التي تشرف عليها مختبرات الأدوية، لكنها تثير الاهتمام مادامت تطرق موضوعا لا يمكن تجاهله، الكثيرون يلتفتون إليها مادامت الدراسات الرصينة التي قد تدحضها غائبة، هي تتوسل بالأرقام من أجل الإيحاء بأمانتها، لكن ثمة من يتساءل عن فرضياتها.. ومهما يكن فهي تستأثر بفضول الناس.. فما إن تشير دراسة إلى أن المغاربة يعانون من اختلالات في الانتصاب، حتى يثار النقاش حول سبل ترميم همة الرجل، وإن كان هذا الموضوع بالكاد تنبس به الشفاه، خاصة أن بعض الأرقام تبدو صادمة في وتيرة ارتفاعها، عندما تذهب دراسة إلى أن عدد المغاربة الذين يعانون من العجز الجنسي تضاعف، حيث انتقل من مليون ونصف إلى ثلاثة ملايين. ثلث الرجال غير راض بعض الإحصائيات التي تنتهى إليها استطلاعات الرأي التي تنجزها بعض المختبرات يمكن أن تضر بمعنويات المغاربة، لكن لها فضل زعزعة بعض الكليشيهات التي تخلع عليهم بعض الخصائص التي تقدمهم على أنهم متفردون ولا يشق لهم غبار في الفراش، فقد توصل مختبر «بفايزر» في دراسة استطلعت آراء 255 مغربيا، إلى أن 33 في المائة فقط من الرجال المغاربة راضون عن حياتهم الجنسية، بينما يصل ذلك المعدل بالكاد إلى 23 في المائة في صفوف النساء، بل إن الدراسة تتيح معطى يفند تلك الفحولة التي يتغنى بها المغاربة، فرغم أن وتيرة الممارسة الجنسية عندهم مساوية لتلك التي عبر عنها مواطنو البلدان العربية التي غطاها الاستطلاع، إلا أنهم الأقل رضى عن حياتهم الجنسية. دعم النساء لكن أيا كانت النسب المئوية التي تلقي بها الدراسات إلى جمهور هذا الموضوع المثير، فإن الأطباء يشيرون إلى أنه رغم أن الدراسات والأبحاث في القضايا الجنسية اهتمت أكثر بالرجل وحاولت التخفيف من القلق الذي يعاني منه، إلا أنه يبدو في تصور الأطباء أن النساء أصبحن أكثر حرصا على صحة شريكهن، حيث يحرضنهم كلما طرأ ما يؤثر على العلاقة الجنسية على استشارة الطبيب، ذلك ما أكده منير بنشقرون في تعليقه على دراسة أنجزتها «باير» في الشهر الأخير على هامش مؤتمر لأطباء المسالك البولية، إذ ساق مثلا بليغا يشير إلى الحرج الذي يجده الرجل في الإفصاح عما يعتري فحولته من اختلالات، فقد اضطر أجنبي مقيم في المغرب، إلى إخفاء ما أصاب همته من وهن لسنوات بسبب مرض مزمن ألم به، إلى أن تزوج بإحدى السيدات المغربيات، التي ألحت عليه في زيارة الطبيب، فكانت النتائج مرضية للشريكين. تلك حالة في نظر ذلك الطبيب ليست معزولة عن حالات أخرى، دفعته إلى التشديد على أن النساء أصبحن يرافقن أزواجهن إلى الطبيب من أجل إصلاح ما اختل أو أصابه العطب. لا مفر من المقدمات الرجل المغربي يعزو ما يعتري العلاقة الجنسية من فتور إلى عوامل خارجية لها علاقة بضغوط الحياة اليومية وما تفرزه من تعب وإرهاق، في الوقت الذي ترى فيه النساء أن الأسباب غير بعيدة عن الشريكين، غير أن ما تجلى من الدراسة التي قامت بها «باير»، أعلن عن نتائجها في الشهر الماضي، تناولت العادات الجنسية للمغاربة، وشملت 812 شخصا، هو أنه إذا كان الانتصاب وإشباع الرغبات والقذف المبكر يشغل أكثر بال المغاربة، فقد أصبحوا يولون اهتماما أكثر للمقدمات التي تضمن للحظة الحميمية كل أسباب النجاح. شركاء في الرغبة يبدو أن البوح بانتظارات المغاربة من حياتهم الجنسية، يفضح رغبة في اختبار جميع نواحي الوصال، حيث تراعى الجوانب النفسية والجسدية على حد سواء، فالدراسات التي أنجزها «ماركيت تيست» لفائدة «باير» تشير إلى أن المغاربة يعتبرون الجنس مكونا رئيسا في علاقتهم مع شريكهم، ف58 في المائة منهم لا يترددون في تقاسم جميع رغباتهم الجنسية مع شركائهم، أكثر من النصف من المستجوبين يشيرون إلى أنهم حريصون على بلوغ شريكهم الذروة و43 في المائة واثقون من حياتهم الجنسية، غير أن 85 في المائة يؤكدون أن اختلالات الانتصاب تمثل أسوأ وضعية بالنسبة للزوجين، وهو موقف مزعج ينضاف إلى مواقف أخرى تعكر صفو العلاقة الجنسية مثل القذف المبكر وعدم القدرة على إرضاء الشريك ونقص المتعة الجنسية والرغبة. بين الطب والشعوذة الدراسات التي تتناول الحياة الجنسية للمغاربة قلما تهتم بتأثير العوامل النفسية في الاختلالات والأعطاب التي تصيبها، إذ تركز أكثر على المشاكل ذات الصلة بالانتصاب، على اعتبار أنه العامل الحاسم في الإشباع الجنسي، غير أن العديد من الشكوك تحوم في بعض الأحيان حول الدوافع التجارية التي تفرز تلك النتائج، خاصة أن المختبرات التي توفرها لها مصلحة في الترويج لمنتوجات تواكب الحياة الجنسية للناس، عبر الأطباء المتخصصين في قضايا الجنس، والذين مازال عددهم قليلا في المغرب، حيث إن الطلب عليهم لم يظهر في الظهور سوى في السنوات الأخيرة، إذ كان المغاربة يدارون أمراضهم أو يطلبون عون العشابين أو المشعوذين. فيما يؤكد المحامون أن حوالي خمس حالات الطلاق في المغرب ناجمة عن مشاكل جنسية. البحث عن حبوب الهمة لكن إلى أي حد يعبر المغاربة عن استعدادهم لزيارة الطبيب عندما يشوش طارئ على حسن أدائهم الجنسي؟ فالدراسة التي أعلن عنها خلال مؤتمر الأطباء المتخصصين في أمراض المسالك البولية، تشير إلى أن 91 في المائة من المستجوبين مستعدون لزيارة الطبيب، غير أن الأطباء يؤكدون أن العديدين مازالوا يقصدون الصيدلية أو باعة الأعشاب التقليدية.. ويصرح المستطلعة آراؤهم أنهم يفضلون عند حدوث مشاكل في الانتصاب، استعمال عقاقير مأخوذة من الأعشاب أو مكملات غذائية أو توقيف العلاقة الجنسية مؤقتا أو استعمال عقاقير طبية لتحسين مستوى الانتصاب. وتبقي استشارة الطبيب في نظر العديد من الأخصائيين أمرا ملحا، لأن بعض المشاكل قد تكون لها علاقة بأمراض الضغط الدموي أو السكري أو السمنة أو الاكتئاب أو التدخين أو الإدمان على الكحول والمخدرات، ناهيك عن مضاعفات بعض العمليات الجراحية التي تهم البروستاتا أو المسالك البولية. بعض الأرقام تشير إلى أن مبيعات الأدوية المستعملة لمواجهة الاختلالات والأعطاب الجنسية أو تلك التي تؤمن أداء جنسيا محترما، تصل إلى مستويات تضعها في مقدمة الأدوية التي تطلب في المغرب، غير أن مبيعات تلك الأدوية لا تعكس حقيقة الطلب والاحتياجات، خاصة أن هذه الأدوية لا يجري التعويض عليها من قبل الضمان الاجتماعي، في نفس الوقت لا تحيط الأرقام بحجم الاستهلاك، في ظل التهريب الذي تعرفة حبوب «البركة» تلك إلى المغرب. فقد ظهرت «الفياعرا» بالمغرب مباشرة بعد طرحها في السوق الأمريكية وقبل أن يتعرف عليها المواطن الفرنسي، وتلتها أدوية أخرى من قبيل «سياليس» و«لوفيترا» في 2003 وأفضى ارتفاع الطلب إلى تدفق أدوية أخرى من «فيكوريس» و«زولطان». لا وقت محدد لممارسة الجنس لكن رغم القلق الذي قد يساور المغاربة حول حياتهم الجنسية والجهد الذي يبذلونه في صيانتها، فإنهم لا يترددون في الحديث عن تفاصيل لحظاتهم الحميمية، ففي الدراسة التي أنجزت برعاية مختبر «باير»، يشير 8 في المائة من المستجوبين إلى أنهم يمارسون الجنس يوميا، و26 في المائة صرحوا بأنهم يمارسون من أربع إلى ست مرات في الأسبوع و45 في المائة من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع و13 في المائة مرة واحدة في الأسبوع، ولا تتعدى نسبة أولئك الذي صرحوا بأنهم يمارسون الجنس من مرتين إلى ثلاث مرات في الشهر، واحدا في المائة. ويشير 72 في المائة من المستجوبين من الرجال إلى أنهم يبلغون الذروة عدة مرات خلال نفس العلاقة، وهو ما اعتبر في نظر بنشقرون غير عاد بالنظر للمعدل المسجل في بلدان أخرى، ويعتبر 58 في المائة من المستجوبين أنه لا يوجد ثمة وقت محدد لممارسة الجنس، بينما يشير 30 في المائة إلى أن المساء هو اللحظة التي تنشط فيها العلاقة الجنسية، ولا يتعدي معدل أولئك الذين يفضلون ذلك في الصباح أو في منتصف اليوم أو بعد الزوال على التوالي 3 و1 و3 في المائة. ويصرح 40 في المائة من المغاربة بأن العلاقة الجنسية تدوم في المتوسط من 31 إلى 60 دقيقة.