بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة (25 نونبر)، عرضت 14 لوحة من إنجاز أطفال من بلدان نامية، بفضاء دار الفنون، بالرباط، التابع لمجموعة "أومنيوم شمال إفريقيا" (أونا)، بمبادرة من مندوبية اللجنة الأوروبية بالمغرب. ونظمت التظاهرة لأول مرة بالمغرب، بعد أن كان المعرض ينظم في بروكسيل. وقال إنيكو لندبورو، السفير، رئيس مندوبية اللجنة الأوروبية بالرباط، بالمناسبة، إن "مباراة الرسوم تهدف إلى تمكين أطفال البلدان السائرة في النمو، الذين هم رجال الغد، من التعبير عن تصورهم ورؤاهم للمساواة بين الرجال والنساء". وأضاف أن "مشاركتهم تشهد على الإبداع الفكري والخيال الواسع لديهم، وتفكيرهم بمبدأ المساواة بين الجنسين داخل المجتمع"، مشيرا إلى أن عدد الأطفال المشاركين في هذه المباراة بلغ 25 ألف طفل، ينتمون إلى 55 بلدا، وأن 491 من الرسوم أخذت إلى بروكسيل، وكانت النتيجة النهائية فوز 14 لوحة من بين الرسوم المشاركة. وبلغت قيمة الجائزة لكل فائز ألف أورو. وأضاف لندبورو أن "اختيار هذا اليوم لعرض لوحات هؤلاء الصغار لم يكن عبثا، لكن له دلالة خاصة، فهو يتزامن مع اليوم العالمي لمحاربة العنف ضد النساء، وهذا الأمر بدأ يتحقق تدريجيا في أغلب الدول، من خلال التوعية والتحسيس، عبر وسائل الإعلام، بأن الاعتداء على النساء، سلوك غير مقبول". وحضر المعرض طفلان فائزان في المباراة، محمد (10 سنوات)، من بوركينافاسو، وكاميليا (9 سنوات) من المكسيك. ومن المغرب، شاركت لينا (8 سنوات)، لكنها لم تتمكن من الفوز، إلا أن لوحتها كانت حاضرة في المعرض، وتحمل معنى عن العنف ضد المرأة. وبدا الأطفال على قدر كبير من الثقة في النفس، وإلمام بالموضوع. وقال محمد، الفائز من بوركينافاسو، إن مديرة مدرسته، وهي مؤسسة عمومية، أخبرت التلاميذ بموضوع المباراة، فاقترح نفسه، بما أنه يهوى الرسم. وأضاف "فهمتُ أن موضوع المباراة يتمحور حول المساواة بين الرجل والمرأة، وهذا ما أومن به شخصيا، فالمرأة، مثل الرجل، يمكن أن تؤدي جميع الأدوار، وما ينجزه الرجل، يمكن أن تنجزه المرأة"، مؤكدا أن "رجالا كثيرين يرفضون أن ينجزوا أعمال البيت، الملقاة، عادة، على عاتق المرأة". ويتطلع محمد، في المستقبل، إلى أن يساعد شريكة حياته في الأعمال داخل المنزل، دون مشاكل، أو عقد. وحول أهمية المباراة، قال إنها "يمكن أن تعطي أفكارا مهمة للأطفال حول المساواة بين الجنسين، خصوصا حين نكبر، فهي ستساعدنا على فهم الأشياء أكثر بخصوص هذا الموضوع". أما كاميليا، التي قدمت رفقة والدتها، فاختارت للوحتها التوازن بين الجنسين. وقالت"حاولت أن أوضح أن ما يفعله الرجال يمكن أن تفعله النساء، والعكس صحيح، ويمكنهم أن يكملوا بعضهم البعض في الحياة". وأضافت "والداي يعملان معا خارج البيت، لكنني ألاحظ أن والدي ينجز أعمال المنزل، حين تتأخر والدتي في العمل، وبالتالي، ليس هناك فرق بين الاثنين، فهما يعملان معا خارج البيت، وداخله. هناك العديد من النساء أصبحن ينجزن أعمالا كانت حكرا على الرجال، لذا تتضمن لوحتي مجموعة من المهن، كانت حكرا على الرجل وأصبحت المرأة تنجزها". ولم تكن لوحة لينا المغربية أقل أهمية، ولديها موهبة الرسم، وذكاء لافت، واستغربت وجود نساء ورجال ينجزون العمل نفسه، بينما الرجل يتقاضى أجرا أكبر من المرأة. وقالت إن "النساء في المغرب ينجزن الأعمال المنزلية، بينما الرجال يشاهدون مباريات كرة القدم في التلفزيون، وهذا الأمر لا يحدث في جميع بلدان العالم". وتتوقع أن يتغير هذا السلوك، إذا غير الرجال سلوكهم وأفكارهم تجاه النساء. وتتطلع لينا لأن تنجز رسوما مصورة للتعريف بأخطاء الرجال في حق النساء.