حتى قبل أن تسقط الطائرة الفرنسية، كان أسبوع الطائرات قد انطلق في إسبانيا عندما وجهت سهام محدبة الرؤوس إلى رئيس الحكومة الإسبانية روردريغيث ثباتيرو، متهمة إياه باستغلال المال العام في الحملة الانتخابية الأوربية عبر استخدامه طائرة حكومية أقلته إلى اجتماع حزبي في جنوبإسبانيا لدعم مرشح الحزب في الانتخابات الأوربية. كان الأمر سيمر كشيء عادي لولا أن الحزب الشعبي وجد في الأمر أحسن فرصة للهجوم على رئيس الحكومة الذي لم يستح من استخدام أموال الإسبان في التنقل خلال اجتماعاته الحزبية، وبما أن ماريانو راخوي، زعيم الحزب اليميني، يعشق، حتى قبل أن تنبت له لحية، إسقاط الطائرات في الحقول، فإنه لم يتكلم، طيلة ستة أيام من الاجتماعات الحزبية العامة، سوى عن الطائرات.. تلك الرحلات الخاصة التي تؤدى من جيوب دافعي الضرائب. كان تحويل مسار الحملة الانتخابية صوب الطائرات مزعجا لثباتيرو الذي فقد الكثير بسبب الأزمة الاقتصادية ولا وقت لديه يضيعه في أحاديث العجائز التي يغزلها راخوي، لذلك رفع الأمر إلى اللجنة المركزية المشرفة على الانتخابات التي أصدرت «فتواها» بجواز استخدام ثباتيرو للطائرات العمومية بسبب دواعي أمنية. لكن اللجنة، مع ذلك، تركت الباب مفتوحا بقولها إن محكمة الحسابات هي التي ستفتي، مستقبلا، في مثل هذه الأمور. وجرت، إذن، الاشتراكيين قليلا بقولها إن الحملة الانتخابية هي على نفقة الأحزاب السياسية. أسبوع الطائرات سيسمح لرئيس الحكومة الأسبق فيليبي غونزاليث بأن يطل على الإسبان من جديد بعدما ظل، طيلة الأشهر السابقة، منشغلا بقصة حب ملتهبة مع شابة إسبانية تصغره بسنوات، وأيضا بتفاصيل طلاقه من رفيقة دربه كارمن روميرو، فكانت للرجل تخريجته أيضا عندما قال إن الحكومة تتوفر على معلومات حول الرحلات الجوية التي دارت فيها محركات الطائرات الرسمية خلال الثلاثة عقود الماضية، وهو مستعد لأن يكشف عن تفاصيل رحلاته خلال الأربعة أعوام من إقامته في المونكلوا، فهو يريد القول لليمينيين إنه إذا لم يخرس راخوي فسننشر كشوفات الرحلات. فعلا، عض راخوي على شفتيه وسكت. الأسرة الملكية أيضا أحست بأن النقاش سينتهي عندها، فحرارة النيران كانت ستصل إلى أبواب قصر الثارثويلا، وكثيرون ينتظرون اندلاع مثل هذه النقاشات للهجوم على العائلة الملكية الإسبانية التي تعد الأفقر في أوربا، فهي، في نظرهم، مكلفة، لذلك استبق قاطنو الثارثويلا اندلاع النيران بتحضير خراطيم المياه، فالقصر الملكي سرب خبرا غير بريء مفاده أن الملكة صوفيا تسافر أيضا في رحلات الثمن المنخفض، لكن الجميع فاته حل جميل هو أن ينظم رحلة لراخوي وثباتيرو إلى المغرب ليروا كيف تستخدم الأموال العمومية أحسن في عز الحملة الانتخابية، ربما كان الرجلان سيتعانقان، ويقدم راخوي على تقبيل راس ثباتيرو طالبا منه «المسامحة».