أكد خوصي روماو مدرب الرجاء البيضاوي في حوار مع «المساء»، أن مستقبله مع الفريق رهين بنهاية الموسم الرياضي الحالي، وجدد موقفه الرافض للتشكيك في قدرات الفريق، مشيرا إلى أهمية الإنجاز وقدرة لاعبيه على تحقيق هدف حدده سلفا مع عبد الله غلام رئيس الفريق. في هذا الحوار يضع روماو النقط على الكثير من حروف الخلاف، وينفي وجود نزاعات في أوساط اللاعبين. - أنت المدرب الأجنبي الذي تمكن من نيل لقب البطولة مرتين مع الوداد والرجاء، هل كان الأمر تحديا منك؟ < لقد حققت لقب البطولة مع الوداد البيضاوي في موسم استثنائي رائع، بعد ذلك عدت إلى المغرب من أجل تجربة أخرى، إنه لشرف لي أن أحقق إنجازا من هذا الحجم مع فريقين كبيرين، ففي المغرب هناك أربعة فرق كبرى الوداد والرجاء والجيش الملكي ثم المنتخب الوطني، أنا سعيد جدا بهذا الإنجاز، لأنني أشعر في المغرب بأنني لست غريبا، ولأنني لست من عشاق المال، فهو شيء ثانوي بالنسبة إلي، والأهم من وراء هذا اللقب هو أن اللاعب المغربي قادر على تحقيق كل الأحلام، لقد قلت للاعبي الرجاء البيضاوي في أول لقاء يوم 22 من شهر يوليوز الماضي، بعد الله أنا أعول عليكم للظفر باللقب، هذه هي الرسالة القصيرة التي قلتها للاعبين، وأنا فخور بما قدموه للنادي، وهذه فرصة لأشكر الطاقم التقني والطبي والإداري وكل العاملين معي بمن فيهم المكلف بالأمتعة وأيضا رشيد البوصيري الذي كان قريبا جدا مني، دون أن أنسى الجمهور الكبير للفريق أي اللاعب رقم 12. - العقد المبرم بينك وبين رئيس الرجاء ينص على مجموعة من الالتزامات هل تحقق المطلوب؟ < قبل أن أوقع العقد مع عبد الله غلام، الذي أكن له كامل الاحترام والتقدير، قرأت العقد فوقفت على بعض الالتزامات والحوافز، مثلا في حالة الحصول على لقب البطولة تنال مبلغا قدره كدا أو كذا، ولكل مرتبة سعرها، شطبت على كل التفاصيل واكتفيت بهدف واحد وهو الفوز بالبطولة، وقلت حينها لغلام أنا هنا من أجل الفوز بلقب البطولة، لأنه لا فرق عندي بين الصف الثاني والصف 14. - تتحدث عن غلام وليس المكتب المسير لماذا؟ < لحسن حظ الكرة المغربية أنها تسير من طرف شخص كغلام، لأنه إنسان له قناعات ومبادئ، ثم إن علاقتي به تنبني على ثلاثة أسس، الاحترام والثقة والتضامن، بهذه الثوابت يمكن أن نخوض الحرب ضد العالم أجمع، أيضا أعضاء المكتب خاصة أولئك الذين يفهمون قاموس الكرة. نسيت أن أشكر شخصا آخر إنه الخصم الذي كان يواجهنا كل أسبوع. - تقصد الفرق المنافسة؟ < نعم لولاهم لما حققنا اللقب. - لكن هل الرجاء يستحق فعلا الفوز باللقب؟ < إذا شكك شخص واحد في قدرات الرجاء على الظفر بالبطولة، فإنه بالتأكيد يحتاج لأقراص الفهم، نحن أفضل هجوم، وثاني أفضل دفاع، لعبنا 21 مباراة دون أن ننهزم، هل توجد فرق في العالم بهذا الإنجاز؟، قدمنا كرة جميلة ورائعة، نحن نستحق اللقب لأننا الأفضل. - هل من مقارنة بين مشوار البطولة مع الوداد والرجاء؟ < الوداد فريق كبير له تاريخ غني، حققت معه لقب البطولة بعد 13 سنة من الجفاف، لقد قلت للمسؤولين حينها إن الفوز باللقب ممكن رغم طول المسافة الزمنية، وفي الدورة السابعة أكدت الرهان، لأننا حصلنا على 21 نقطة من سبع مباريات. وقلت في قرارة نفسي إن اللقب في الجيب ولم يخيب الله نيتي. اليوم نعيش نفس الفرحة. - لكن الفوز باللقب مع الوداد كان بأقل معاناة أليس كذلك؟ < لا أبدا، أنا أريد دوما الفوز وشهيتي مفتوحة للألقاب، أريد أن أركب الصعاب والتحديات، حين كنت مدربا للمنتخب البرتغالي الأولمبي، قال لي الرئيس سنشارك في الأولمبياد فأجبته على الفور سنفوز باللقب، وإلا لا داعي للمشاركة من أجل المشاركة فقط، ابنتي تقول لي دوما توقف يا والدي عن التحديات، فأرد «إذا توقفت فإن الآخرين سيتفوقون علي». - أقصد من كلمة معاناة، محنتك كمدرب مع بعض اللاعبين غير المنضبطين؟ < إنه عمل يومي، أنا أقوم يوميا بعمل نفسي بمعدل عشر دقائق، في جميع الأحوال الجوية أحاول أن أمزج الإعداد البدني والتقني والتكتيكي بالتهييء النفسي، حتى بعد نهاية الحصص التدريبية، أنا سعيد بالنتائج لأن اللاعبين قدموا كل ما في جعبتهم. - مثلا؟ < نبيل مسلوب يموت حبا في قميص الرجاء، حين أمنحه القميص أعرف أن له قلبا ينبض بالأخضر، نفس الشيء بالنسبة لعبد اللطيف جريندو الذي اعتبره زعيما طبيعيا للمجموعة، عندما التحقت بالرجاء كان البعض يقول لي عليك أن تسرح جريندو والنجاري لأن عطاءهما أقل من الشباب، لكنني وضعت كلام الناس جانبا لأنني أعرف قيمة اللاعبين، لحسن الحظ أن مجموعة من اللاعبين قدموا دروسا في الإخلاص. - أقصد غياب الانضباط وحضور التسيب في بعض الفترات من طرف بعض اللاعبين الذين تحاولون عدم إصدار قرارات تأديبية في حقهم؟ < في كل العائلات، بيني وبين زوجتي هناك خلافات بين الفينة والأخرى، العلاقات الإنسانية تتميز بالجفاء، قد يصبح الأمر شاذا إذا عشنا بدون خلافات، الانضباط حاضر وإذا تأخر لاعب عن حصة تدريبية ينال جزاءه، من يتجاوز الحدود من اللاعبين فباب النادي مفتوح ليرحل لأننا لا نتوقف على فرد واحد. - قيل إن الخلافات بين اللاعبين أصبحت علامة مميزة للرجاء، مثلا خلاف أرمومن مع النجدي؟ < أرجوك اكتب هذا التصريح بخط عريض، لا خلاف بين أرمومن والنجدي إطلاقا. - لكنك نادرا ما تشركهما معا في نفس المباراة؟ < هذا خطأ لأن النجدي بالنسبة إلي ورقة ألجأ إليها كلما كنت في حاجة إلى لاعب سريع يجيد المرتد الخاطف، ولاحظتم أن النجدي أصبح ورقة رابحة في الدورات الأخيرة من البطولة، إنه يجيد السرعة النهائية بعد أن يفقد الجميع طراوتهم، قضيت 25 سنة في مجال التدريب، وإذا حصل تدخل من أي طرف سواء من المسيرين أو اللاعبين أو جهة أخرى، فإنني سأضع المفاتيح وأرحل، لدينا استراتيجيتنا وللخصوم استراتيجيتهم في التأثير على فريقنا. - قلت لي حين طلبت منك مقابلة صحفية قبل شهرين، انتظر إلى حين زوال الضباب عن أي ضباب تتحدث؟ < حتى ولو تكلمنا وتقابلنا من سيسمعنا ومن يرانا في ظل الضباب، الذي كان يخيم على فضاء النادي، لقد تكلمنا لكي يسمعنا الآخرون، لأن الصمت حكمة في كثير من الأحيان، وأنا أفضل أن يكون الجواب على أرض الملعب. - أنت تحيي الحكام في نهاية المباريات وبعض المسيرين ينتقدونهم أي تفسير لهذه المفارقة؟ < أنا مدرب، أشيد بجميع الحكام مهما كانت النتيجة، لأنني أعرف واجباتي، ثم إنه طيلة مشواري الرياضي تلقيت إنذارين فقط، لا تنس أن تعود إلى مباراة برشلونة وتشيلسي لتتأكد من مضاعفات التحكيم لو حصل هذا المغرب لما توقف الجدل، من هذا المنبر أقول «برافو» للحكام المغاربة. - لماذا تهمش مساعدك حجري وتستشير أكثر مع جريندو؟ < أشكرك على هذا السؤال، إن حجري هو مساعدي، ولأن استراتيجية التحفيز التي أتبناها تعتمد على إشراك المصابين في الحصص التدريبية بطريقة أخرى، فقد أسندت لجريندو مهمة الشراف على إحدى الحصص دون خلفيات، لكن البعض بشكل سيء.لا يمكن أن أشرح للجميع لأن أقراص الفهم لا تباع في الصيدليات. - ماذا عن مستقبلك مع الرجاء؟ < كأي مدرب لدي العديد من العروض، لكنني لم أناقش أي عرض لأنني مدرب للرجاء، من الطبيعي أن أتوصل بعروض واقتراحات، لكن قراري مؤجل إلى نهاية العقد، لأنني أحترم علاقتي بالرجاء، ثم إنني سأناقش الأمر في نهاية المطاف مع وكيل أعمالي قبل أي قرار. - والحديث عن تعاقد مع الجيش؟ هذا كلام قرأته في بعض الجرائد، ولحد الساعة لا يوجد أي اتصال لأنني مدرب للرجاء البيضاوي. - والمنتخب الوطني؟ < أي منتخب وطني تقصد البرتغالي أو الكويتي أو المغربي، إذا كنت تقصد منتخب المغرب فله مدرب اسمه لومير أليس كذلك؟.