تبادل حزبا الاستقلال والأصالة والمعاصرة الاتهامات والانتقادات اللاذعة في أول خرجة انتخابية لهما بمدينة الدارالبيضاء بمناسبة الانتخابات الجماعية المقرر إجراؤها يوم 12 يونيو الجاري. فقد خصص الوزير الأول الأمين العام لحزب الاستقلال عباس الفاسي حيزا مهما من خطابه، الذي ألقاه مساء أول أمس الاثنين بالمركب الثقافي محمد زفزاف بالمعاريف، للهجوم على حزب الأصالة والمعاصرة. ولم يذكر عباس الفاسي في خطابه، الذي دام قرابة الساعة، اسم حزب الأصالة والمعاصرة أو اسم زعيمه الوزير المنتدب السابق في الداخلية فؤاد عالي الهمة، وإنما اكتفى بتوجيه سهامه إلى هذا الحزب وقراراته الأخيرة بالمرموز باستعمال عبارة «هناك أحزاب سياسية»، وأحيانا باستعمال عبارة «البعض» أو «بعض الجهات». ووجه عباس الفاسي الاتهام إلى الأصالة والمعاصرة بكونه يحاول خلق البلبلة والتشويش على المغاربة من أجل ثنيهم عن المشاركة في الانتخابات الجماعية، وذلك من خلال سحب دعمه للحكومة التي يرأسها منذ 2007. واعتبر عباس الفاسي أن تجديد الثقة فيه وفي الحكومة التي يرأسها من قبل الملك محمد السادس دليل على نجاحها، وبالتالي فليس هناك أي داع لتغييرها حتى بعد الانتخابات الجماعية التي هي، في جوهرها، تختلف عن الانتخابات التشريعية؛ وأوضح قائلا: «الملك هو شخص سياسي وقانوني ودستوري ويعرف أن الحكومة لا علاقة لها بالانتخابات التشريعية ولا بالانتخابات الجماعية (...). عندما يجدد الملك الثقة في الحكومة، فإن ذلك معناه أنه قيّم حصيلتها، فهو يتتبع حياة البلاد بشكل يومي، ولا يمكنه أن يجدد الثقة في شخص فاشل أو حكومة فاشلة، جدد الثقة فيها لأنه اعتبرها ناجحة». وبدوره، وجه حزب الأصالة والمعاصرة انتقادات لاذعة إلى الوزير الأول عباس الفاسي خلال لقاء جماهيري نظمه الحزب مساء نفس اليوم بنادي «پارادايس» بالدارالبيضاء. ورد حسن بنعدي، رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، على تصريحات عباس الفاسي بشأن تجديد ثقة الملك فيه قائلا: «إننا نؤمن بأن سلطة القضاء مستقلة وأن لا أحد أرضانا كما قال الوزير الأول»، وأضاف أن حزبه لم يفاجئ أحدا باتخاذه قرار الخروج من الأغلبية الحكومية، في إشارة منه إلى تصريح الفاسي دائما، وقال: «إننا حزب نشتغل بحرية ومسؤولية».