كشفت دراسة أوربية، صدرت حديثا، أن الفنادق الفاخرة بالمغرب (5 نجوم) تستهلك 600 لتر من الماء كل ليلة، وهو ما يفوق استهلاك سكان الشقة الواحدة (الذي لا يتعدى 160 لترا في الليلة) بأكثر من 4 مرات. ويضاهي استهلاك الفنادق الفاخرة بالمغرب استهلاك نظيرتها في ألمانيا، فيما يبلغ استهلاك الفنادق من فئة 5 نجوم 500 لتر في الليلة ليقل إلى حدود 300 لتر بالنسبة إلى فنادق 3 نجوم، فيما تستهلك «الرياضات» 500 لتر في الليلة، والفيلات 300 لتر في الليلة، وفق إحصائيات المكتب الوطني للماء الصالح للشرب. ويكلف استهلاك الماء، وفق دراسة نموذجية للمركز الإحصائي الرسمي للاتحاد الأوربي حول العلاقة بين القطاع السياحي والماء، 143 مليون درهم للفنادق بالمغرب، أي 51,5 في المائة من رقم معاملاتها وفق دراسة للمندوبية السامية للتخطيط لسنة 2004، ويرتفع إلى 1.77 في المائة من رقم المعاملات بالنسبة إلى المطاعم (34 مليونا و136 ألف درهم)، ليصل إلى 1,84 في المائة بالنسبة إلى المقاهي (190 مليونا و637 ألف درهم). وأشارت الدراسة ذاتها إلى أن ملعبا للغولف بالمغرب من 18 حفرة يستهلك كل يوم 3500 متر مكعب، وإذا احتسب استهلاك مجموع ملاعب الغولف، المقدرة حسب الدراسة ب17 ملعبا، فإن الحصيلة ترتفع إلى قرابة 60 ألف لتر مكعب يوميا. ونبه واضعو الدراسة إلى أنه في الوقت الذي تعتبر فيه دول جنوب المتوسط، ومن بينها المغرب، دولا فقيرة من حيث الموارد المائية -حيث نصيب الفرد منها يقل عن ألف متر مكعب في السنة، وهي تعيش مرحلة الخصاص المائي- فإن القطاع السياحي يفرض تحديات خاصة في ما يخص تدبير الموارد المائية، إذ يصل استهلاك المؤسسات السياحية للماء ذروته في فترة الصيف التي تتزامن وبلوغ كميات الماء أدنى مستوياتها، كما يلاحظ التمركز الشديد للوحدات السياحية على المناطق الساحلية المعروفة بضعف مواردها المائية واحتوائها، في الكثير من الحالات، على مناطق طبيعية محمية، ينضاف إلى ذلك أن النشاط السياحي يعتمد، في الغالب، على مرافق ذات استهلاك مفرط للماء، كملاعب الغولف والمسابح والأحواض المائية.