كشفت نتائج دراسة تجريبية حول استخدام المياه في الأنشطة السياحية في بعض البلدان النموذجية، منها المغرب وتونس والأردن التأثير المباشر للأنشطة السياحية على ظاهرة شح المياه ببلادنا . وخلصت الدراسة التي مولتها المديرية العامة للبيئة بالمفوضية الأوروبية، في إطار برنامج «ميدستات2» الذي انطلق قبل ثلاث سنوات الى أن ملاعب الغولف هي أحد أكثر الأنشطة السياحية استهلاكا للمياه في المغرب، إذ يستهلك ملعب واحد من 18 حفرة 3500 م.م. يومياً. في الوقت الذي لا تعتبر فيه السلطات المغربية ملاعب الغولف نشاطاً سياحياً، وبالتالي لا تصنّفها ضمن المنشآت السياحية علماً أنّ المغرب يضمّ أكبر عدد منها في المنطقة المدروسة (17 ملعباً، تونس 9، والأردن1). وأبرزت الدراسة أنّ استهلاك المياه في الفنادق المغربية الفاخرة مرتفع، ويضاهي استهلاك مثيلاتها في ألمانيا في الوقت الذي يمثل فيه قطاع السياحة ثاني أهم مورد للعملة الصعبة بالمغرب و يشهد نسبة نمو كبير و مطرد يتركز في مناطق سياحية تعاني من ضعف و شح الموارد المائية و تشهد بمناسبة العطل ضغطا على هذه الموارد المحدودة تبلغ ذروته بفصل الصيف. وصنفت الدراسة المغرب ضمن الدول الفقيرة من جهة الموارد المائية، حيث نصيب الفرد يقل عن 1000 متر مكعب في السنة، فضلاً عن أنه مصنف ضمن 10 بلدان مهدّدة بشح كبير في المياه في أفق العام 2050 بحسب إحدى تقارير البنك الدولي الحديثة. ودعت الدراسة الحكومة المغربية لاتخاذ مجموعة من التدابير و تنسيق الجهود لمواجهة هذا التهديد عبر العمل على الجوانب المؤسساتية ووضع أنظمة معلوماتية لجمع المعلومات وتبادلها، وتوعية الفاعلين في قطاع المياه والسياحة تتزامن وضع استراتيجيات و مشاريع طويلة الامد للحد من الهدر واعادة استخدام المياه المستعملة والعادمة .