اعتصم صباح أمس الجمعة 25 مرشحا للانتخابات الجماعية بسيدي إفني باسم حزب الخضر، أمام مقر باشوية المدينة، بعد رفض السلطات المحلية تسلم ملفات الترشيح بدعوى عدم تأسيس فرع محلي للحزب المذكور بسيدي إفني، وأن الحزب غير معروف على الصعيد الوطني وليست له أية تمثيلية بالمؤسسات المنتخبة بعموم تراب الوطن، وحسب المعطيات الواردة من عين المكان، فقد دخل المرشحون المحسوبون على تيار السكرتارية المحلية في حوار مباشر مع باشا المدينة، الذي أكد تنفيذه للتعليمات الفوقية التي تلقاها من رؤسائه المباشرين، كما أجرى عدة اتصالات هاتفية مع المعنيين بهدف تلطيف الأجواء إلى حين إيجاد حل للمشكل. وأكدت المصادر، أن السجلات العدلية التي تسلمها المرشحون سليمة من أية إشارات تؤكد اعتقالهم في فترة سابقة على خلفية الأحداث، وذلك بسبب استئناف الأحكام الصادرة في حقهم من طرف استئنافية أكادير، وعدم حصولهم على الحكم النهائي، كما أكد المعتصمون مواصلتهم للاحتجاج بهذه الطريقة إلى حين السماح لهم بخوض غمار الاستحقاقات المقبلة باسم الحزب الذي حصلوا على تزكية الترشح باسمه. وقد أسفرت المفاوضات التي أجريت في وقت سابق بين أعضاء السكرتارية المحلية، وبين حزب الخضر الوطني للتنمية عن اختراق صفوف السكرتارية وإقناع أعضائها بدخول غمار التجربة الجماعية، وذلك بعد مرحلة الشد والجذب مع الأحزاب الممثلة بالمدينة على إثر انسحابها من إطار السكرتارية التي أطلقت شرارة الاحتجاج بالمنطقة، وذلك على الرغم من إعلان قادة السكرتارية المحلية في مناسبات عديدة عن عدم رغبتهم في الترشح باسم أي حزب سياسي بالمنطقة، فيما صرح البعض الآخر بمقاطعته لعملية الترشح للانتخابات المقبلة. وحسب المعطيات التي استقتها «المساء» من مصادر من داخل السكرتارية المحلية فإن الاتصالات المباشرة وغير المباشرة التي تمت بين الطرفين أسفرت عن تأكيد الترشح باسم الحزب الذي يحمل رمز عباد الشمس (المعروف بإفني بمصطلح «البيبا»)، وتترأسه فاطمة العلوي، حيث تمكن المعنيون من وضع اللمسات الأخيرة على الأسماء المؤهلة للترشح بشكل فردي في 23 دائرة انتخابية ببلدية إفني، بينها فعاليات حقوقية ومعتقلون سابقون على ذمة الأحداث، بالإضافة إلى أعضاء بهيئة الدفاع عن المعتقلين بسجن إنزكان، وأسماء أخرى لم تتمكن القوات العمومية من القبض عليها إبان الأحداث بسبب نجاح أساليب التخفي التي تعتمدها آنذاك، ونجاح الشارع في مؤازرتهم وإبلاغهم بدوريات البحث التي تصول وتجول بالمنطقة طيلة الأيام التي أعقبت أحداث السبت الأسود. وبخصوص الأسباب التي أدت بالسكرتارية المحلية إلى قبول الترشح تحت يافطة حزب سياسي، أوضح مصدر آخر مقرب منها أن السبب يعود إلى خشية أعضائها من حصول ارتباك في توجه الناخبين المحليين، جراء تشتت الرموز الانتخابية، إلى مرشحي السكرتارية في حالة الترشح باسم المستقلين، بالإضافة، إلى خشيتهم من حرمانهم من المقاعد النسائية التي قد تأتي عبر اللائحة الإضافية حيث تستعد المعتقلة السابقة خديجة زيان التي برأتها العدالة من التهم المنسوبة إليها، لتزعم لائحة نسائية بالبلدية، كما أكدت مصادر أخرى أن الاتفاق الحاصل بين الطرفين أعطى مساحة واسعة من الحرية في تدبير الشؤون المحلية لأعضاء الحزب بالإقليم الجديد، وبناء على ذلك بدأ التفكير في تأسيس فرع محلي لحزب الخضر بالإقليم، وذلك دون أن يستبعد المصدر عودة مرشحي السكرتارية المحلية إلى فرضية الترشيح المستقل في حال عرقلة عملية الترشيح. ويراهن المرشحون على الرصيد الشعبي الذي توفر لهم عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة، بما فيها الزخم الجماهيري الذي رافق عمليات استقبال المفرج عنهم من سجون إنزكان وتيزنيت وسلا، ناهيك عن الاحتقان الذي ظهر قبل أيام بالمنطقة جراء قرار الوزير الأول عباس الفاسي عزل الناشط الحقوقي سبع الليل من وظيفته بقطاع التعليم، وأكدت مصادر عديدة من داخل السكرتارية المحلية أن «الانتخابات المقبلة فرصة لتأكيد الشرعية التي تتمتع بها داخل الشارع المحلي، كما ستوفر ستوفر غطاء سياسيا للعمل دون تدخل مباشر في القرارات والمشاريع المحلية».