اهتزت منطقة عين الشكاك بضواحي فاس مساء يوم الأحد الماضي على دوي طلقات نارية انطلقت من فيلا داخل ضيعة فلاحية في ملكية أحد أثرياء المنطقة. وأدى هذا الحادث إلى استنفار رجال الدرك الذين عمدوا إلى محاصرة الضيعة واقتحامها واعتقال من فيها، ومباشرة التحقيقات في دواعي استعمال الأسلحة النارية في منطقة معروفة بهدوئها الذي كسره هذا الحادث. وحجز رجال الدرك، بعد هذا التدخل، ثلاث بنادق للصيد ومسدسا. وطبقا للتحقيقات الأولية، فإن الابن لجأ إلى هذه الأسلحة ل«حسم» نزاع عائلي حول الإرث، طفا السطح في الآونة الأخيرة بين والديه بالتبني. وفي الوقت الذي أحيل فيه الأب على مصحة خاصة لتلقي العلاج بسبب الصدمة النفسية التي ألحقها به هذا النزاع، فإن المحققين قرروا إيداع الابن رهن الاعتقال الاحتياطي في انتظار استكمال التحقيقات. ويبلغ الأب «م. ح» من العمر 67 سنة. تقاعد من إدارة المياه والغابات بعدما أمضى سنين طويلة من العمل في غابات الأطلس، واستقر ببلدة عين الشكاك، بضواحي فاس، وتحول من ضابط في المياه والغابات إلى فلاح يوصف ب«الإقطاعي» في المنطقة. ولم ينجب الرجل، ومع ذلك قرر، رفقة زوجته، أن يتبنى ابنتين وولدا. وسارت الحياة عادية قبل أن تتوتر العلاقة بين الزوجين، ففكر الزوج في الطلاق، وبرر المبادرة أمام قاضي الأسرة برغبته في إنجاب الأولاد. لكن القاضي رفض هذا الطلب، ونصح الزوج المسن بمصالحة زوجته. لم تتم المصالحة، وزادت العلاقات بين الطرفين في عش الزوجية توترا، وانتقلت العدوى حتى إلى صفوف الأبناء بالتبني. وبلغ التوتر ذروته بين الطرفين يوم الأحد الماضي. إذ لجأت الزوجة إلى تغيير أقفال أبواب المنزل، دون إخبار الزوج الذي استعان ببعض عمال ضيعته لتكسير الأبواب الموصدة. وحل الابن بالمكان، حيث سارع إلى استعمال بندقية وجهها إلى أحد العمال فأصابته، وقد نقل على إثر هذه الإصابة إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني لتلقي العلاجات اللازمة. ولم يفد فرار الابن من المنزل، إذ لاحقه رجال الدرك واعتقلوه على مقربة من مكان الحادث.