- لماذا هذا الإصرار على التكثيف من تنظيم هذه الدورات التكوينية؟ وهل تعتبر ذلك تحديا؟ < هذه الدورات التكوينية تأتي لسد الخصاص الذي يعرفه مجال التدريب، لأن لغة التكوين كانت مهمشة وبفضل التسع عشرة دورة المنظمة في مجال التدريب، أصبح التكوين مسألة ضرورية وكل ما في الأمر هو أن الأطر المغربية لديها مواهب تنقصها الظروف الملائمة للصقل. وغيرتي جعلتني أتكبد عناء التنقلات بين المدن لإعطاء كل ما لدي، إذ قضيت أكثر من عشر سنوات في تكوين نفسي وحصلت على شواهد عليا من مدارس مختلفة عالميا، وعلى إثر ذلك، تلقيت عدة عروض وطلبات من مجموعة كبيرة من الأندية الوطنية وأيضا جمعيات مدنية واجتماعية ورياضية. لتأطير هذه الدورات تأكد أن أي مواطن له الحق في الاستفادة منها والتي يجب أن تستمر وألا تكون حكرا على أشخاص محددين أو حتى أماكن محددة. لأنه بواسطة التكوين فقط يمكن أن نطور ونحقق طموحات اللاعبين والجماهير. - ما سر نجاح هذه الدورات التي لقيت هذا الإقبال؟ < أعتقد أن سر نجاحها يكمن في كونها اعتمدت على أساليب حديثة في التدريب يعمل بها حاليا في الأندية الكبرى، وبأسلوب تواصلي بسيط تجاوبا مع مختلف المستويات التكوينية وحتى المتواضعة منها. من جهة أخرى، هذه الدورات حركت الإدارة التقنية الوطنية للعمل والتفكير في القيام بمثلها، إذ إن الدورة التكوينية التي تجرى بالمعمورة ما هي إلا رد فعل وليست إستراتيجية عمل واضحة. - ولماذا غياب التنسيق مع الجامعة الملكية لكرة القدم؟ < وضعت ملفي لدى الجامعة، وشخصيا اتصلت هاتفيا من كندا بالمدير التقني الوطني فرنسي الجنسية، إلا أنه لم يكلف نفسه حتى عناء إلقاء ولونظرة خاطفة على الشهادات العليا التي يتضمنها ملفي الذي للأسف همش تهميشا أحاول أن أفهم سببه. وبهذه المناسبة أنا أعاتبه بشدة على عدم محاولته التواصل مع الأطر المغربية أومع الكفاءات العليا التي يزخر بها المغرب، في حين أنه لا يفوت الفرصة ليعلن بأن المغرب يفتقد إلى أطر عليا في هذا المجال. من جهة أخرى، التقيت بالوزيرة يوم 26 أكتوبر الماضي، وبعد أن تعرفت علي اتصلت بمدير معهد مولاي رشيد فورا وطلبت منه التنسيق معي لتنظيم دورة تكوينية، وبالفعل تم ذلك في دجنبر الماضي ولقيت نجاحا كبيرا. وللتواصل أكثر وضعت ملفي كذلك بودادية المدربين في مناسبتين، لكن لحد الساعة لم أتلق أي اتصال من أي جهة رغم أنني وضعت نفسي رهن إشارة بلدي. - أين يكمن في رأيك الخلل في مجال التكوين؟ < الخلل يكمن في اعتماد النمط الفرنسي الذي يجعل من التكوين عموميا وبيد شخص واحد، والذي شعاره «ما يديروما يخليو اللي يدير»، عكس النمط الإنجليزي الذي أعطى نتائج ايجابية، لاعتماده على خصخصة التكوين وفتح المجال أمام جميع الخبراء ذوي الكفاءات العالية للنهوض بقطاع كرة القدم ببلادنا. فجميع الدورات التي قمت بها ما هي إلا دليل واضح على تعطش الجميع للتكوين في مجال كرة القدم، خصوصا وأن الدروس تعطى ببساطة وبطريقة تحاكي كل المستويات الثقافية لدى المستفيدين وليست حكرا على فئات معينة. وللتحفيز ففي حفل اختتام كل دورة توزع شواهد للحضور تحت شعار «التوجهات الجديدة لكرة القدم العصرية» وليس دبلومات، وكان معظمها مجانيا وعلى نفقاتي لأشخاص يحبون كرة القدم ويسعون لفهم أساليبها. - ما رأيك في الأطر المغربية؟ < كان الأجدر أن تسألني عن الأطر الأجنبية المرتزقة ذات المستوى الهزيل التي لا علاقة لها بالميدان والتي تمضي عقود العمل بالمغرب بعد إحالتها على التقاعد في بلدانها، والغريب في الأمر أن لا أحد يتساءل عن نوع الشواهد التي يتوفرون عليها وهذا ناتج عن الثقة العمياء التي يضعها المسؤولون المغاربة في الإطار الأجنبي، مما يكرس مبدأ إقصاء الإطار الوطني المحلي. - وما رأيك في الإدارة التقنية الوطنية؟ < ماذا سيعطيك شخص بعد إحالته على التقاعد؟ وأنا أتساءل في نفس الوقت عن نوع الشواهد، التي تتوفر عليها الأطر العاملة داخل الإدارة التقنية الوطنية والتي تشرف على المنتخبات الوطنية والنتيجة تعكس حقيقة عملهم. فمثلا، حينما يبعث المدير التقني الوطني فاكسا للعصب الجهوية يدعوها إلى عدم السماح لأطراف أخرى مختصة بتنظيم دورات تكوينية فهذا لا يتماشى تماما مع روح الرسالة الملكية الواضحة، التي تدعو إلى التكوين، خصوصا وأن الدورات التي قمت بها الهدف منها الاستفادة وليس الدبلوم. - وما هي رسالتك الأخيرة؟ < أعتقد أنه حان الوقت لتغيير الأوضاع للنهوض بكرة القدم المغربية، ولسحب ثقتنا العمياء في الأجانب الذين يعتقدون أنه لا وجود لأطر مغربية كفأة، ويجدون في المغرب مرتعا ومخيما لقضاء فترة ما بعد التقاعد.