شكل فوز الترجي التونسي بلقب البطولة جرعة معنوية للفريق، قبل مواجهته للوداد البيضاوي برسم نهائي كأس أبطال العرب يوم 21 ماي الجاري بملعب رادس بالعاصمة التونسية، ومن المصادفات الغريبة أن تتزامن مباراة الترجي ونجم الساحل مع مباراة الوداد وجمعية سلا المؤجلة، مما فوت على الزاكي والبنزرتي فرصة المعاينة المباشرة للخصم، لكن هذا لم يمنع مسؤولي الفريقين من اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تحضير جيد للمواجهة. حجز مسؤولو الوداد البيضاوي فندقا بمنطقة الحمامات السياحية التي تبعد عن العاصمة التونسية بحوالي 45 كيلومترا على الطريق الرابطة بين تونس وسوسة، وكان إدريس مرباح المسؤول الإداري بنادي الوداد البيضاوي قد أصر على حجز نفس الفندق الذي يقيم فيه عادة المنتخب التونسي، في فضاء هادئ، بعيدا عن صخب العاصمة، وتأكد أن الوداد سيستفيد من حصة تدريبية واحدة بملعب الغولف بنفس المنتجع، على أن يجري حصة على أرضية ملعب رادس يوم الأربعاء. وقال مرباح إن عددا كبيرا من التونسيين الذين التقى بهم خلال زيارته القصيرة إلى تونس قد أكدوا له إمكانية فوز الوداد بقلب رادس، وإعادة سيناريو مباراة الاتحاد المنستيري والترجي، بعد أن هزم الأول بطل الدوري في عقر داره. ويدخل اليوم الجمعة نادي الترجي التونسي لكرة القدم في معسكر مغلق بضاحية قمرت، استعدادا للمباراة التي سيستضيف فيها يوم الخميس القادم بملعب 7 نونبر برادس على الساعة السابعة مساء منافسه نادي الوداد البيضاوي، ضمن فعاليات إياب الدور النهائي لكأس عصبة الأبطال العربية بعدما انتهى الذهاب بمركب محمد الخامس دون أهداف. ويشارك في هذا التربص الإعدادي كل لاعبي الترجي، بمن فيهم نجمه الصاعد يوسف المساكني العائد من الإصابة والذي أعطى إضافة قوية لزملائه في مباراتهم مع النجم الساحلي، بعدما أشركه البنزرتي في 70 دقيقة من اللقاء عوض وليد التايب. وفضل فوزي البنزرتي مدرب الترجي القيام بهذا التربص بعد خضوع عناصره ليوم واحد من الراحة، وذلك للحفاظ على التوازنات البدنية والذهنية للاعبي فريقه خشية أن يترتب عن الاحتفالات بالفوز بلقب الدوري الوطني شرود ذهني، خاصة وأن نهاية اللقاء الذي جمع الترجي بالنجم الساحلي شهد حالة هستيرية لدى لاعبي فريق باب السويقة ومسيريه وطاقمه الفني، باستثناء البنزرتي مدرب الفريق الذي حافظ على هدوئه متابعا الوضع بنظرة توحي بأن انشغالاته لم تنته بعد وأن تفكيره مشغول بمباراة ناديه مع الوداد برسم نهائي كأس عصبة الأبطال حيث كشف عن ذلك حينما صرح لبرنامج الأربعاء الرياضي الذي بثته استثنائيا إحدى القنوات التلفزية التونسية قائلا الاستمتاع بالتتويج شيء رائع، خاصة بعد الجهد الكبير الذي بذله الجميع، لكني حذرت لاعبي في مستودع الملابس بعد نهاية اللقاء بأن لا يفقدوا التركيز وأن يتعاملوا مع الوضع باحترافية لأن هناك مواجهة قادمة في إطار نهائي كأس عصبة الأبطال العربية تستدعي البقاء على درجة عالية من الهدوء والتركيز الذهني حتى نكمل المشوار بإحراز اللقب الخامس في الموسم الجاري ويكون الاحتفاء متنوعا وشاملا. وبذلك يكون البنزرتي بعث برسالة مشفرة إلى الزاكي مدرب الوداد تذكره بأن مباراة فريقه مع الترجي الخميس القادم لن تكون سهلة وأن الفريق التونسي واع بدرجة صعوبة المواجهة رغم عودته بالفوز بهدف دون مقابل في مباراة الذهاب. وقدم نادي الترجي التونسي أول أمس الأربعاء، شهادة تثبت قوته بعد خروجه بطلا لدوري الرابطة التونسية للمحترفين، بعد فوزه بأربعة أهداف لواحد في المباراة القوية التي جمعته برادس بمنافسه النجم الساحلي، أحرز منها النيجيري ميكائيل أرينامو هدفين ليرتفع بذلك رصيده إلى 18 هدفا. وبهذا الإنجاز يكون الترجي رفع عدد البطولات التي فاز بها مند إنشائه إلى 21 درعا. وتأتي هذه النتيجة مقياسا حقيقيا يدرك من خلاله الزاكي صعوبة مواجهة فريقه مع الترجي الخميس القادم، خاصة أن أبناء البنزرتي حطموا في هذا الموسم كل الأرقام بنيلهم رمز البطولة التونسية، وإحرازهم كأس شمال إفريقيا لكرة القدم وتتويج لاعب النادي أسامة الدراجي بلقب أحسن لاعب في دوري الرابطة التونسية للمحترفين، وإحراز مهاجمه النيجيري ميكائيل أرينامو لقب أحسن هداف برصيد 18 هدفا، كما أن شباك الترجي استقبلت هدفا واحدا في ثماني مباريات. وفي السياق نفسه، تغادر بعثة الوداد يوم الاثنين إلى العاصمة التونسية للدخول في معسكر مغلق في الحمامات في إطار البرنامج الإعدادي الذي أعده الزاكي لمواجهة فريقه للترجي التي سيديرها ثلاثي تحكيم من الإمارات بقيادة علي حمد بمساعدة صالح المرزوقي ومحمد عبد الله وجاسم، بينما يلعب الليبي وليد تمون دور الحكم الرابع ويقوم بالمراقبة السوداني مجدي شمس الدين. ويذكر أن الترجي خاض لقاءه مع النجم الساحلي أول أمس الأربعاء في إطار الجولة الختامية للدوري التونسي بقائمة تضم حميد القصرواي وجانفي باسيلا وخليل شمام وزياد الدربالي والعربي جابر وزين العابدين السوسي وخالد القربي وأسامة الدراجي ويوسف المساكني وميكائيل أنيرامو وهنري بيان فوني.