- لم يكن أحمد البهلولي يخطر على باله أنه سيصبح في يوم من الأيام رسام كاريكاتير، وأن رسوماته ستكون بوابة لإبراز وجهات نظره، وستقول ما يعجز عن قوله الناس لأنها ستكون لسان حالهم وصوتهم الجريء والشجاع. بدأ البهلولي الرسم الكاريكاتيري منذ سنة 2002 تقريبا، حينها كان طالبا جامعيا.. .. كان ينتقد بعض المواقف التي تعرفها الساحة الجامعية، والحياة الطلابية، وعندما كان يعود في المساء كان يرسمها.. كان كل من رأى هذه الأفكار والرسوم يعجب بها لأنها كانت قضايا تهمه ويتعايش معها.. وقد عرض عليه زملاؤه في أكثر من مناسبة تنظيم معرض كاريكاتيري في الجامعة خلال الأيام الثقافية التي كانت تقام هناك.. لم تكن الفكرة حينها تروق للبهلولي خاصة أنه كان ينتقد كل شيء لا يعجبه: يقول البهلولي: «تطرقت لابتزاز الطلبة من طرف الأساتذة لشراء مطبوعاتهم خلال الامتحان، المنحة ومحنتها، الحافلات الجامعية ومشاكلها، الفصائل الطلابية وصراعاتها...» سنة 2008 كانت أول تجربة مهمة لمشوار هذا الفنان كرسام كاريكاتيري مع جريدة يومية.. كانت بالنسبة إليه المحطة الأولى لتطوير الذات في هذا المجال الفني والخروج بها من دائرة الهواية نحو المهنية، وهي خطوة أولى لقطع مسافة الألف ميل.. ويعترف البهلولي أنه لا حدود لريشته أثناء الرسم: «أعتقد أن فنان الكاريكاتير يجب أن يكون لسان حال الجماهير وصوتهم الحاضر والمسموع.. لهذا يجب أن يخوض في كل المواضيع التي تهم الناس من حوله، لا يهم إن كانت سياسية أو اجتماعية أو فنية أو رياضية...إلخ. الكاريكاتير قبل كل شيء هو رسالة وفنان الكاريكاتير يجب أن يوصل رسالته على أكمل وجه». يهتم ابن سيدي سليمان في رسوماته بالشأن المحلي، كما يولي اهتماما للقضايا الدولية والعربية أيضا. كما أن اهتمامه بأدب الطفل والرسم القصصي للأطفال إضافة إلى العمل على إنتاج رسوم متحركة جعله يوسع مداركه الفنية.. يقول في تصريح ل«المساء» كنت أحب أن أخوض التجارب الجديدة لأنني إن لم أكسب منها فعلى الأقل لن أخسر.. وهذه التجارب زادت من تحسين ريشتي الفنية وتوظيفها أحسن توظيف في الشغب الكاريكاتيري. يعتقد البهلولي أن الأمور في المغرب بالنسبة لفن الكاريكاتير ليست على ما يرام، وهو ما يفسره بوجود قطيعة جلية بين رسامي الأمس واليوم.. «رسامو الأمس جمعوا بين التجربة والخبرة وقاطعوا رسامي اليوم، للأسف الشديد لا توجد مبادرات للتعارف. رسامو اليوم يعوضون هذا النقص بتجارب فنانين آخرين من وطن آخر وفي بيئة أخرى من خلال استعانتهم بما تجود عليهم به الشبكة العنكبوتية».