يعتقد كثير من المتتبعين أن المباراة التي دارت في حلبة المنصة الرسمية بين حميد حسني عضو المكتب المسير للوداد البيضاوي ومحمد جودار نائب عمدة الدارالبيضاء، هي معركة حول مقعد في الصف الأمامي لوجهاء القوم. المشكل أعمق من نزاع حول كراس بين شخصين لهما مسؤوليات داخل الوداد أو مجلس المدينة وكراسي في أكثر من جهاز، بل هو امتداد طبيعي لصراع أزلي بين الوداد والرجاء. مباشرة بعد انتهاء مباراة الديربي تعاقد الرجاء البيضاوي مع لاعب ودادي يدعى يونس بلخضر، دون ترخيص من الوداد، ليس لأن اللاعب حر لا يربطه عقد مع فريقه الأصلي، ولكن لأن الصفقة تعتبر فوزا معنويا للرجاء على الوداد، وهدفا للتعادل في مرمى المكتب المسير للوداد الذي كان ينتشي بانتصار على الغريم التقليدي. قبل مباراة الوداد والترجي برسم نهائي كأس أبطال العرب، استقبل والي الدارالبيضاء محمد حلب بمقر الولاية، لاعبي ومدربي ومسؤولي الوداد، تساءل الرجاويون عن أسباب النزول والمغزى من الحفل الذي يأتي في أعقاب هزيمة الرجاء أمام الوداد في ديربي الدارالبيضاء، سيما وأن حلب يصنف في خانة رجال السلطة المحسوبين على الرجاء، لكن تبين أن ما كان يجمعه بالفريق الأخضر هو مكتب استغلال الموانئ الذي كان الوالي الحالي يرأس مجلسه الإداري. لم تنحصر المواجهات الودادية الرجاوية عند حدود المستطيل الأخضر بل امتدت إلى أجهزة أخرى، فصراع حسني وجودار هو صورة من ديربي آخر، جمع عضوا قياديا في الوداد بنائب عمدة متيم بحب الرجاء، بل إنه خلال المعركة بين الطرفين كان جودار مرفوقا بسعيد حسبان العضو في المكتب المسير للرجاء ورئيس مجلس عمالة الدارالبيضاء، وهو ما جعل بعض مسؤولي الوداد يعتبرون موقعة المنصة الرسمية مجرد شوط إضافي في مباراة أزلية بين الوداد والرجاء، ومحاولة من الخضر للتشويش على أعراس الحمر. يمكن أن ندعم هذه القراءة بدلائل تؤكد تأثير الانتماءات الكروية في صناعة القرارات حتى التافهة منها، فقد كان أول قرار أصدره إدريس بنهيمة حين عين على رأس شركة الخطوط الملكية المغربية، هو إنهاء التعامل مع شركة التأمين فقط لأن مالكها هو امحمد أوزال رئيس المكتب المديري للرجاء البيضاوي الغريم التقليدي للوداد التي ينتمي إليها بنهيمة، بل إن الأمر أخذ أبعادا أكبر حين أصدر رئيس الشركة قرارا بإقالة المدير المالي للارام، وهو الرئيس السابق للرجاء البيضاوي أحمد عمور وأكثر المقربين من أوزال، وعلى هدى بنهيمة سار الرئيس المدير العام لشركة استيراد الحليب ومشتقاته نصر الدين الدوبلالي وهو الرئيس الأسبق للوداد، حين اتخذ في لحظة غضب من قرارات المجموعة الوطنية لكرة القدم، قرارا مضادا ينهي التعامل مع شركة تأمين أوزال. ومن أغرب الطرائف التي يتداولها موظفو وزارة المالية، ذلك القرار الصادر في حق مدير للضرائب، قيل إنه دخل ثلاجة الوزارة وجرد من مهامه لأنه يمقت الرجاء ولا يتردد في كل مناسبة في تقليب مواجع وزير رجاوي إسمه صلاح الدين مزوار النائب السابق لرئيس الرجاء حميد الصويري. من خلال القراءات السبع لموقعة المنصة يتبين بالواضح أن الديربيات التي تجرى بعيدا عن ملعب الكرة، أكثر عنفا من مباريات الكرة، لأنها تدور بدون حكم ولأنها معركة كأس الكرامة قبل أن تكون معركة كأس العرب.