تواجه جل الأمهات مواقف عصيبة أثناء تربيتهن لأطفالهن بسبب تعرضهم لحوادث تتفاوت درجة خطورتها، وكنتيجة لذلك يقفن عاجزات عن تقديم المساعدة لأنهن لا يعرفن كيف يتصرفن وكيف ينقذن حياة صغارهن من موت محقق، وكم من أم فقدت ابنها الوحيد بسب جهلها بأبجديات الإسعافات الأولية التي أصبحت لها مدارس خاصة في أوربا، والتي يجب اللجوء إليها حسب طبيعة الإصابة وخطورتها. الحروق في هذه الحالة يجب خلع ملابس المصاب، تماما، فورا بعد الإصابة، وعدم تركه عاريا، بل يجب تغطيته بغطاء فضفاض لمنع فقدانه السوائل، ثم تخفيف الألم باستعمال كمادات الماء البارد أو الثلج، مع تفادي استعمال مطهرات ملونة أو كريمات. الصعقات الكهربائية لا بد في هذه الحالة من تجنب لمس المصاب إلا بعد عزله، ثم يتم بعد ذلك التأكد مما إن كان هناك نبض أو تنفس. وفي حالة الحروق الكيميائية، لا بد من خلع جميع الملابس فورا، ثم نفض المواد الكيماوية أولا بالفرشاة. النزيف في هذه الحالة، لا بد من استعمال طريقة الضغط المباشر باستعمال قطعة كبيرة من القطن والعمل على ضغط مساحة الجرح براحة اليد ثم انتظار دقيقتين، ولا نرفع قطعة القطن طالما أن النزيف توقف، ولكن لا بد من ربط الجرح مباشرة. أما إذا لم يتوقف النزيف، فيجب عندئذ أن ننتقل إلى الخطوة التالية، حيث تقوم الأم بالضغط على المكان النازف، فإذا كان النزيف شريانيا، أي بخروج دم أحمر فاتح مع وجود ضربات مرتفعة للقلب، فإنها تقوم بالضغط على الجرح ناحية القلب، أما إذا كان النزيف وريديا (دم قان)، فيجب الضغط أسفل الجرح وبعيدا عن القلب. الكسور أحسن وسيلة لتخفيف الألم هي تثبيت الكسر بالجبيرة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن حركة المصاب بهذا الكسر تسبب فقدان كمية كبيرة من الدم، بالإضافة إلى الصدمة التي تحدث نتيجة الألم الشديد. الإغماء في هذه الحالة، لا بد من فتح الممرات الهوائية للمصاب حتى لا يحدث له اختناق نتيجة سقوط اللسان إلى الخلف أثناء الإغماء، وهذا هو كل ما يحتاجه المريض في هذا الموقف، ويجب تذكير المريض الذي يتكرر إغماؤه بأنه إذا شعر بأي ضعف أو دوران قبل الإغماء فعليه أن يسارع إلى التمدد على الأرض فورا لمنع حدوث النوبة، وبالتالي منع أي إصابة من الممكن أن تحدث نتيجة الارتطام المفاجئ بالأرض أو أي جسم صلب بجانب المصاب. عضة الكلب تقوم الأم في هذه الحالة بغسل موضع العضة بالماء الجاري لإزالة آثار لعاب الكلب، وبعد ذلك يتم استخدام قطن طبي معقم لتنظيف الجرح بالصابون والماء، قبل أن تتم تغطية الجرح بضماد معقم. آلام الصدر في هذه الحالة، نجلس المصاب في وضع منحن إلى الوراء بمقدار 45 درجة تقريباً إذا كان الألم شديداً ومتواصلا، وخصوصاً إذا امتد إلى الكتفين أو الذراعين أو العنق، فربما يكون يعاني أزمة قلبية، مما يستدعي الاتصال بسيارة الإسعاف لنقله. ضربات الشمس لا بد أن نقدم إلى من تعرض لضربة الشمس شراباً بارداً وعدم إعطائه المنبهات، كالشاي أو القهوة، ثم نبدأ بخفض حرارة جسمه بوضعه في مغطس مملوء بماء دافئ، نبرده تدريجياً بإضافة قطع الثلج إليه، ويجب أن نضع في الاعتبار أن ضربة الشمس أو لفحة الحرارة قد تكون مميتة خلال ساعات، وهنا لا بد من وضع المصاب في أبرد مكان ممكن وإعطائه كمية من الماء أو من عصير البرتقال. كما ينبغي أن نضع على رأسه منشفة باردة. التسمم إذا ابتلع طفلك مستحضر تلميع الأثاث وبدأ يشير إلى أنه يحس بحريق في فمه، فلا بد من المبادرة إلى تخفيف مفعولها بإعطائه أكوابا من الحليب أو الماء لأن هذا يبطئ امتصاص الجسم لتلك المواد، ولا تحاولي أبدا أن تجعليه يتقيأ لأن ذلك قد يسبب أذى إضافيا للمريء.