خمس سنوات سجنا نافذا هي العقوبة التي أصدرتها، أول أمس، غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا في حق الفرنسي «بيير باسكال»، الذي أعلن في وقت سابق مبايعته لأبي بكر البغدادي، زعيم ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). واستقبل باسكال الحكم بهدوء بعد أن امتنع في الجلسات السابقة عن المثول أمام الهيئة، وأصر على البقاء داخل القفص الزجاجي الذي يودع فيه المتابعون. وتلا القاضي الحكم بعد الاستعانة بمترجم محلف لإبلاغ المتهم بمضمونه، وكذا لترجمة مطالب النيابة العامة قبل أن تتكلف عناصر أمنية بإخراج باسكال من القفص تمهيدا لإعادة نقله إلى سجن الزاكي بسلا. وتمت متابعة المتهم من طرف القضاء المغربي بتهم «تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، والإشادة بأفعال تكون جريمة إرهابية». وكانت المصالح الأمنية المغربية اعتقلت الفرنسي بيير باسكال وهو من مواليد سنة 1973 بمدينة كلمار بفرنسا، وقتا قصيرا بعد أن فاجأ جموعا من المصلين بأحد مساجد مدينة سيدي سليمان، وهو يعلن خلال صلاة الفجر، وبلغة عربية سليمة، مبايعته لأبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم «داعش»، الذي ظهر في شريط بث في عدد من القنوات، وهو ينصب نفسه خليفة للمسلمين ويدعوهم إلى مبايعته. وتم ضبط الفرنسي واعتقاله قبل التحقيق معه من قبل عناصر أمنية تابعة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وقد انصب البحث حول طبيعة علاقته بالمغرب، وأسباب وجوده به، وملابسات ما أقدم عليه ودوافعه، قبل أن تتم بعد ذلك إحالته على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط. يذكر أن المحكمة نفسها قضت في ملف يتابع فيه ستة متهمين بأربع سنوات حبسا نافذا في حق متهمين اثنين، وبثلاث سنوات حبسا نافذا في حق أربعة آخرين، بعد مؤاخذتهم بتهم «تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، وتمويل أفعال تكون جريمة إرهابية». كما أصدرت المحكمة في حق متهم واحد حكما بثلاث سنوات حبسا نافذا، بعد مؤاخذته بتهم «تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، وحيازة واستعمال الأسلحة».