رفض المتهمون فيما سمي بخلية العسكري الإسباني المثول في قفص الاتهام أمام هيئة الحكم المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة سلا صباح أمس الخميس الماضي، باستثناء متهم واحد من أصل 18 ظنينا. كما رفض المتهم الفرنسي بيير باسكال المثول أمام ذات الهيئة للمرة الثالثة، والمتابع على إثر مبايعته أمير »داعش« من مدينة سيدي سليمان. ولم يعلن هؤلاء المتهمون عن أسباب امتناعهم المثول أمام المحكمة، حيث ظلوا قابعين في القفص الزجاجي، ليظل السؤال مطروحا حول دواعي ذلك، خاصة أنه نسب تمهيديا لعدد من المتهمين تبنيهم الفكر التكفيري للنظام والمؤسسات والمجتمع، حيث هناك من يحرم الصلاة في المساجد، ويعتبر تنصيب محام للدفاع عنه كفر، وكذا الدعوة إلى عدم تسجيل أطفالهم بكنانيش الحالة المدنية ومنعهم من الالتحاق بالمدارس، بل هناك من أصدر فتوى بتحريم العمل في القطاع العام، وكفر أمه وتنظيم القاعدة. وعرض على المحكمة خلال هذه الجلسة خمسة ملفات توبع فيها 42 متهما رهن الاعتقال الاحتياطي، والتي أُجلت كلها، من بينها ملف يتابع فيه 19 ظنينا، بسبب عدم احضار متهمين اثنين يجتازان الامتحان. وبعد رفع الجلسة اعتصمت المجموعة الأخيرة بقاعة الجلسات من أجل تسريع البت في ملفها والاحتجاج على ترحيل بعضهم أو جزء منهم إلى سجون أخرى، والتي كانت قد اعتقلت في إطار نشاط اعضائها بعدة مدن مغربية بهدف استقطاب وارسال متطوعين جهاديين للقتال بسوريا لدى كل من حركة الشام، وجبهة النصرة، والدولة الاسلامية في العراق والشام حسب البحث التمهيدي. كما سبق لمصالح الأمن المغربي أن أعلنت عن تفكيك خلية بزعامة متهم مغربي يحمل الجنسية الاسبانية كان قد اشتغل كجندي في اسبانيا لمدة سبع سنوات وقدم استقالته، والذي اعتبر من منظري المنهج التكفيري، حيث نسب إليه تمهيديا ارتباطه ببعض رموز التيار التكفيري في مليلية المحتلة، خاصة خلية »التوحيد« التي تفرعت منها مجموعة في منطقة فرخانة طبقا لذات المصدر. أما بالنسبة للظنين الفرنسي، المزداد في كلمار، الملقب بأبي داوود وأبي عبد الرحمان فتوبع بتهم تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، والاشادة بأفعال تُكوّن جريمة إرهابية، بمسجد التقوى بسيدي سليمان على إثر مبايعته لأمير تنظيم »داعش«. ويوجد من بين المتهمين أستاذ جامعي وطالب، ومستخدم بمركز للاتصال، وخياط، وصباغ، وبائع دجاج، وبائع متجول، وفلاح، وتاجر، وعاطلين، والذين وجهت لهم تهم ثقيلة من ضمنها، تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال ارهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، وتحريض الغير على ارتكاب جرائم ارهابية، وتقديم مساعدة عمداً لمن يرتكب أفعالا ارهابية، وجمع أموال وتقديمها مع العلم أنها ستستخدم لارتكاب أفعال ارهابية.