كما أجلت صباح الخميس الماضي ملف متابع فيه فرنسي يدعى بيرن باسكال كريستوف، بتهم تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، والإشادة بأفعال تُكوِّن جريمة إرهابية. وكان رفض المتهم، الملقب أبو داوود، وأبو عبد الرحمان الحديث قد رفض في جلسة سابقة النظر في وجه هيئة المحكمة، حيث كان مطأطئ الرأس، كتعبير عن نوع من الاحتجاج غير المعبر عنه، أو ربما رفض المثول أمام القضاء، على غرار بعض التكفيريين، الذين يرفضون التعامل مع المؤسسات والمجتمع برمته. وكان اعتقال المتهم قد من قبل عناصر المنطقة الأمنية بمدينة سيدي سليمان بناء على تصرفات صدرت منه حينما كان بأحد المساجد هناك، تتعلق بالإشادة بالتنظيم الإرهابي العالمي »داعش«، حسب ما نسب إليه . و كان باسكال قد أعلن إسلامه سنة 2003 بالمسجد الكبير في باريس، حيث تعلم اللغة العربية وأصول الدين... وشرع في التردد على المواقع الالكترونية التي تشيد بالعمليات الجهادية، ليقتنع في شهر يوليوز 2006 بهذه الأفكار المتطرفة... ثم البحث عن فرصة للتسلل إلى العراق والانضمام لصفوف تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين من خلال السفر إلى دمشق، إلا أن مشروعه فشل فعاد إلى فرنسا... وتردد المتهم على المغرب سنوات 2004 و2009 و2014، حيث كان قد تعرف على احد اتباع السلفية الجهادية/أستاذ جامعي، وآخر من جماعة الدعوة والتبليغ، ثم على شخص ثالث يحمل الأفكار الجهادية، والذي علم أنه يعمل على استقطاب الشباب بمدينة سيدي سليمان وإرسالهم إلى سوريا. ونسب إلى الظنين أنه عاتب إمام مسجد التقوى بسيدي سليمان، لكونه يقوم بالدعاء لملك المغرب، وأن أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم »داعش« هو أمير المؤمنين الوحيد، وأن هذا التنظيم قادم لا محالة إلى المملكة من أجل تحريرها، مضيفا أنه كان يود السفر إلى سوريا وأن له علاقة هناك ببعض أصدقائه المنتمين للدولة الإسلامية... وأكد المتهم تصريحاته في سائر مراحل البحث التمهيدي والتحقيق الابتدائي والتفصيلي لدى قاضي التحقيق، مشيرا إلى أنه لم يكن ينوي القيام بأية أعمال إرهابية داخل المغرب، لكنه لا يؤمن بأمير المؤمنين. وللإشارة فإن بيرن باسكال كريستوف مزداد سنة 1973 ، بكلمار في فرنسا، وهو عازب، ومستخدم بمركز الاتصال، كان قد أودع السجن المحلي بسلا بتاريخ 18 يوليوز 2014، بعد الاستماع إليه من قبل قاضي التحقيق.