كشفت وثائق رسمية، حصلت «المساء» على نسخ منها، عن تورط عناصر من إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة في تلقي رشاوى بالطريق العام. وأوضحت المصادر أن محاضر الاستماع إلى أحد المتورطين في ملف الدركيين العشرة المعتقلين بسجن القنيطرة بتهمة الارتشاء، والتي أنجزها المركز القضائي التابع للقيادة الجهوية للدرك الملكي، في إطار إشرافه على البحث التمهيدي مع المشتبه فيهم، أشارت إلى وجود مقاطع فيديو لموظفين بمصالح الجمارك يتسلمون مبالغ مالية كرشوة من صاحب حافلة لنقل المسافرين، الذي تم اعتقاله هو أيضا في ما بعد. وأضافت المصادر نفسها أن المتهم «ص. د. ح»، الذي كان يعمل سائقا للحافلة ذاتها، أدلى للمحققين الدركيين بتصريحات خطيرة جدا، يؤكد فيها تورط عدد من أعوان «الديوانة» في جملة من الفضائح المتعلقة بالرشوة، إلى جانب باقي الدركيين الذين تم إيقافهم، والذين تعرضوا للابتزاز المادي من طرفه مقابل عدم نشره لتلك الفيديوهات التي توثق ما قاموا به من أفعال يعاقب عليها القانون. واعترف سائق الحافلة، التي تستغل الخط الرابط بين تطوان والدار البيضاء، بحصوله على تسجيل يوثق بالصوت والصورة لعمليات تظهر فيها عناصر إدارة مصالح الجمارك، وهي تتلقى رشاوى من صاحب الحافلة ومساعده اللذين قاما بتصوير ضحاياهما بواسطة كاميرا صغيرة كان يخفيها هذا الأخير بدقة بين ملابسه. وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كان المتهمان المذكوران قد قاما بتصوير أشخاص آخرين عدا الدركيين العشرة، الموجودين جميعهم رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المدني بالقنيطرة، أجاب المتهم «ص. د. ح»، بكونه اطلع على فحوى تلك التسجيلات، وعاين بعض المشاهد التي تخص موظفين بمصالح الجمارك يتلقيان الرشوة من صاحب حافلة لنقل المسافرين، التي تستغل عدة خطوط تربط بين مدن شمال وغرب المملكة. وأقر السائق، خلال استنطاقه، بأنه استغل تلك الأشرطة لابتزاز موظفي مصالح الجمارك ماديا، حيث تمكن من الوصول إلى أرقام هواتفهم النقالة، ثم شرع في ربط الاتصال بهم لاستغلالهم ماديا، بعدما هدد بفضحهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وهم متلبسين بالرشوة، إذا لم يستجيبوا لطلباته المالية.