ليسوا بالعشرات أو المئات بل بالآلاف، يفدون كل شهري أبريل وأكتوبر الى مدينة غوانجو عاصمة إقليم غواندونغ جنوب الصين لحضور أكبر معرض للسلع الصينية، عشرات الآلاف من التجار العرب والأفارقة من بينهم مئات المغاربة يبرمون اتفاقيات ويقدمون طلبيات بمواصفات خاصة، ويملؤون الحاويات ويعودون أدراجهم. ويشتهر معرض غوانجو الذي بدأت أمس الأحد مرحلته الثالثة في أوساط التجار العرب والأفارقة كسوق للفرص، فيما يصفه آخرون بجنة السلع الرخيصة على الأرض، وجنة السلع المزورة والسلع المهربة، ففيه يلتقي جميع أصناف التجار، وكما في عالم التجارة كل شيء مباح للحصول على الربح، إذ كل السلع قابلة للتصنيع والبيع والتداول ما دام هناك طلب. يقول محمد الفدواشي (25 عاما)، الذي دأب منذ ثلاث سنوات على القدوم إلى المعرض بحثا عن جديد عالم الإليكترونيات التي يعيد بيعها في الدارالبيضاء، لوكالة المغرب العربي للأنباء «في المعرض أعثر على جديد السلع, وبأسعار مغرية، لكن المنافسة أصبحت كبيرة جدا، فالكل يفد على الصين حاليا, والبعض لا يتورع عن شراء أردإ أنواع السلع». ويضيف أن الاتصالات الأولية بالمصنعين تتم غالبا في المعرض، تليها زيارات للمصانع، ثم الاتفاق على نوعية السلع، وبإمكانهم تصنيع كل شيء يريده البائع وهذا أمر جيد. ويقول «إن السوق الصيني ساهم بشكل كبير في تخفيض أثمنة المنتوجات بشتى أصنافها، لم يكن في السابق باستطاعة المواطن العادي شراء جهاز تلفزيون أو غسالة أو ثلاجة بأقل من 3000 درهم، والآن بإمكانه ذلك». ولكل شيء ثمنه أيضا، ففي أحد أجنحة المعرض كان تاجر ألماني يفاوض لشراء كراس مكتبية، ثمن الواحد منها لا يقل عن 400 دولار بالجملة, وطبعا لن يثير ذلك اهتمام التجار العرب والأفارقة، كما يقول وانغ تسي ممثل هذه الشركة العارضة، والتي تبيع غالبية منتوجاتها لليابان وبلدان غرب أوربا. ويضيف «ليس لدينا زبناء من العالم العربي أو افريقيا، أعتقد أن ليس هناك طلب في تلك البلدان». أنس التسولي (22 سنة) والقادم من فاس لشراء الأقمشة والستائر، التي يقول إنها تلقى رواجا كبيرا في السوق المحلي، جاء للمعرض للبحث عن موديلات ونماذج غير موجودة في السوق، كما حمل معه قرصا مدمجا يتضمن رسومات وصورا لنماذج معينة قال إنه سيتفق مع الشركة على تصنيعها، في حال كان عرضها المالي مغريا. ويضيف أنس، أنه دأب في السابق على شراء السلع التي يحتاجها للبيع في محلين تملكهما العائلة في فاس من تاجر جملة بالدارالبيضاء، يستقبل كل شهر في المعدل عشر حاويات قادمة من الصين ويعمل على توزيعها في مدن مختلفة، ثم سرعان ما قرر التوجه الى الصين بعد أن وجد أن الجميع يذهب الى هناك ويشحن ما يريد من السلع ويعود. ومضى قائلا: «لا أخفيك أن العملية مغرية ولا يتم التصريح بالمبالغ كلها وهذا مهم، فالعديد من التجار يؤدون جزءا من المبلغ المتفق عليه نقدا، لكن المشكل هو أن الكل أصبح يتوجه إلى الصين، وحتى أصحاب المحلات الصغيرة الذين ليس لهم رأسمال كبير، يجتمعون في مجموعات من ثلاثة أو أربعة تجار ويشحنون حاوية واحدة». وتأسس المعرض عام 1952 بهدف رئيسي يتمثل في عرض المنتوجات الصينية أمام المشترين الأجانب, ويعقد دورتين كل سنة في أكتوبر وأبريل، على مساحة 700 ألف متر مربع تضم نحو 32 ألف كشك عرض.