لا أدري إذا كان الإنسان على وجه الأرض لا يعاني من قلق عابر أو دائم، فالحدود أحيانا تكون صعبة للغاية فالقلق أكثر انتشارا في العالم، لأنه يشمل الصغير والكبير، المرأة والرجل، العجوز والمولود، الغني والفقير، الجاهل والمتعلم فحتى الجنين يشعر بالقلق ويشتد قلقه عند الولادة وإلى مدى الحياة. فهناك القلق العصبي والذهان، والأسباب مختلفة والآثار شديدة على صحتك وعلى أسرتك. ومن أعراض القلق: - الشعور بالتوتر. - تشنج العضلات وخصوصا العنق - الشعور بكرة في الحنجرة - سرعة دقات القلب - الدوخة - اضطرابات النوم - كثرة الانفعال - أكل الأظافر - نتف الشعر - كثرة الأكل - الميول إلى التدخين - الشعور بالحرارة. - تساقط الشعر - الرعشة - اضطرابات جنسية - العصبية في الكلام -كثرة الحركة - انعدام التركيز - شرب الماء بكثرة - التبول الكثير بالنهار وبالليل - الشعور الدائم بالتعب والإرهاق - الإفراط في شراء الملابس -التشاجر والغضب - انتفاخ البطن -سرعة التنفس - مشاكل في الجهاز الهضمي وعلى رأسها/الإمساك - أمراض الحساسية الجلدية - آلام في الرأس. وفي أحيان أخرى، قد يشتد القلق إلى درجة أن الإنسان يشعر بحالة من الخوف مع دقات القلب السريعة، ويعتقد أنه سوف يموت ويبدأ في التشهد، وأحيانا قد يغمى عليه، وفي بعض الحالات يصاب الإنسان بحالة من فقدان الوعي مع تشنج العضلات على شكل حالة من الصرع وما هو إلا حالة من الهستريا. وأكثر الناس المصابين بالقلق يراجعون كل الأطباء سواء المتخصصون في الجهاز الهضمي أو النفسي أو أمراض الجلد أو الغدد وكذا الأطباء العامون، ويخضعون إلى عدة فحوصات. ومن هذا المنطلق لابد أن نفرق بين ما هو نفسي وعضوي، لأنك إذا علمت أن أعراض ما تعاني منه ليس لها علاقة بأمراض عضوية خطيرة، فذلك أول خطوة نحو العلاج. وللأسف الشديد، فإن أكثر الناس لا يعلمون ولا يستطيعون معرفة حقيقة ما يحصل لهم، مما يزيد في حيرتهم ومعاناتهم، كما أن جل الأطباء والمستشفيات لا يرحمون مثل هؤلاء المرضى بجرهم إلى فحوصات مكلفة وأحيانا إلى اختبارات وإلى التنويم، وهذه التصرفات عبث بالناس للأسف الشديد. أما أسباب القلق فهي عديدة وخصوصا في ظل المجتمعات العربية التي تتخبط في كل أنواع المشاكل والصراعات، ومن بعض هذه الأسباب نجد: - الصراعات الزوجية - المشاكل في العمل والإخفاق - الطلاق - المخدرات، انتشار الجريمة والسرقة - الفقر والبطالة وغلاء المعيشة وصعوبة الحياة - الخيانة الزوجية - الفشل في ربط العلاقات بين الجنسين، الخوف من الزواج، التحرش والاغتصاب - انتشار أمراض عديدة من قبيل مرض السكري والغدة الدرقية - الخوف من الناس والازدحام - اضطرابات الشخصية. - أمراض نفسية مثل الاكتئاب والفصام فالأسباب كثيرة ومختلفة لا حصر لها، وكل ما يؤثر عليك سلبا يجب الابتعاد عنه قدر الإمكان، والمشاكل مثل النار تحرق الإنسان مادام في وسطها وبذلك من أولى خطوات العلاج، الخروج من النار والابتعاد عنها، بمعنى الابتعاد عن المشاكل مهما اختلفت درجاتها وزادت حدتها. كما أن القلق تكون له عواقب وخيمة على صحة الإنسان إذا ما اشتد وزادت حدته، ومن أهم الأمراض الناتجة عنه: - مرض السكري - ارتفاع الضغط - مرض الغدة الدرقية -مشاكل الهضم والإمساك - تساقط الشعر - اضطرابات في النوم - الاكتئاب - الهلع المرضي - الاضطرابات الجنسية - مرض السمنة - بعض الأمراض الالتهابية - جلطة الدماغ - جلطة في القلب أو السكتة القلبية. - مرض الربو فالكثير من الأمراض العضوية، هي في الأصل ناتجة عن حالة من القلق النفسي، ولا يمكن علاجها إلا بمعالجة الحالة النفسية وكذا الأسباب المؤدية إليها. فإذا كانت دقات قلبك سريعة، لا يعني ذلك أنك مصاب بمرض القلب فقد يكون القلق سببا فيها، كما هو الشأن في انتفاخ البطن أو مشاكل الإمساك أو التبول، وكذا مرض السكري، فهذه الأمراض أمراض بسيكوصومتيك، بمعنى مرتبطة بجوانب نفسية وعضوية. وكما أشرت فأول خطوة نحو العلاج، معرفة أن ما يحصل لك في الأصل، هو نفسي وليس عضويا، وليس عيب أن تزور الطبيب النفسي لمعرفة طبيعة الأعراض وأسبابها حتى يتم علاجها. كما علينا أن نتجنب كل ما هو سلبي ومؤلم ومؤثر على أنفسنا وعلى الخصوص تجنب كل البرامج والقنوات الإعلامية التي تدخل الهم والحزن والألم أو برامج تتضمن مشاهد العنف والقتل، فالوقاية خير من العلاج حيث أنه لابد وأن نختار نمطا من الحياة بعيدا عن مشاكل الناس والمجتمع والبحث عن كل ما يدخل السعادة إلى قلوبنا ويثلج صدرنا من طمأنينة وسكينة وراحة البال. من أهم العوامل الصحية وكذا طرق الأكل والشراب والابتعاد كل البعد عن المشاكل مهما كانت، وممارسة الرياضة وخاصة المشي يوميا كونه يلعب دورا مهما في راحة الإنسان وفي تجنب الكثير من الأمراض. ولعل اجتناب المخدرات من العوامل الأساسية للنجاح في حياتك واجتناب الهلاك. كما أن التشبع بالروحانيات والتقرب من الله وحب الآخرة والابتعاد عن الدنيا والتشبع بالقناعة وحب الخير من أهم قنوات الطمأنينة.