أبدى لحسن بنمريت، رئيس مؤسسة آفاق روتردام-هولندا استياءه، مما أسماه تهميش القناة الأولى والثانية لأنشطة الجالية المغربية المقيمة بهولندا. وذكر أنه في الوقت الذي تنظم الجمعيات والمؤسسات المغربية في مختلف المدن الهولندية أنشطة متنوعة ، تهم الجالية المغربية وتعزز فهمها لوطن الاستقبال كما تعزز روابطها بالوطن الأم، يظل هذا المعطى غائبا عن القناتين الأولى والثانية، «اللتين تفضلان بلدانا أخرى لتغطية أنشطة المهاجرين المغاربة، مثل فرنسا، مع إهمال تام لهولندا التي يطرح هذا الغياب التام والمقصود عن أنشطة الهجرة فيها أكثر من سؤال لدى أفراد الجالية».يقول بنمريت. وأضاف بنمريت أن هناك جمعيات مغربية كثيرة نشيطة في هذا المجال، من بينها جمعية أبو رقراق وجمعية آفاق للفن والثقافة والتعليم بروتردام، اللتان تقومان بأنشطة ثقافية وسياسية واجتماعية مرتبطة بهموم وانشغالات أفراد الجالية بهولندا من قبيل المشاركة السياسية والاندماج والمواطنة والتعليم واللغة والهوية، إضافة إلى الأنشطة المتعلقة بقضايانا الوطنية وبالهموم العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. و في السياق ذاته، ذكر باللقاء التواصلي الذي نظمته الجمعيتان مؤخرا مع الجالية حول «الصحراء المغربية بين الماضي والحاضر» عرف حضورا كثيفا لأفراد الجالية المغربية وخصوصا منهم الأطر والمنتخبون في البلديات والبرلمان الهولندي، كان الغرض منه تنوير الساسة الهولنديين، خاصة منهم ذوي الأصل المغربي بعدالة قضيتنا الوطنية؛ ورغم أن القناة الأولى كانت حاضرة لتصوير هذا اللقاء عن طريق صحافييها الموجودين بصفة دائمة بأمستردام، إلا أنها- حسب تعبيره- لم تبث ولو أدنى إشارة إليه لحد الآن، وكأن المشرفين على القناة لهم رأي آخر في موضوع الصحراء. «كما كان هناك نشاط متميز آخر تمثل في استضافة الدكتور مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي لوجدة، أيام 23 الى 27 أبريل 2009، حيث قدّم مجموعة من المحاضرات والعروض في روتردام وأمستردام بحضور عدد كبير من الهولنديين وأفراد الجالية حول موضوع «الاسلام والتسامح» وموضوع «المسلمون و التعامل مع الآخر»، و رغم الحضور المكثف لأبناء الجالية في كل اللقاءات، التي تناول فيها المحاضر مواضيع اجتماعية من منظور إسلامي وديني تهم أفراد الجالية بهولندا وكذا مساهمة أبناء الجالية في خلق مشاريع اجتماعية بالمغرب خاصة بالمنطقة الشرقية، فإن القناتين الأولى والثانية لم تكلفا نفسيهما عناء تغطية هذا النشاط بدوره ومواكبة سياسة المغرب الداعية إلى الانخراط في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وكذا تحسيس أفراد الجالية بقضية الصحراء والمساهمة في مشاريع خيرية، وذلك رغم اتصال المنظمين بالقناتين، حيث يبدو أن المسؤولين عنهماغير مهتمين بهذه المواضيع. يضيف بنمريت. و خثم بنمريت الرسالة الاحتجاجية التي توصلت «المساء» بنسخة منها، بالقول : «فالسؤال الكبير الذي يطرحه أبناء الجالية بهولندا هو: إذا كان موضوع قضية الصحراء والاستثمارات في المغرب وارتباط الجالية بالوطن الأم لا يدخل ضمن اهتمامات وأولويات المشرفين على القناتين، ترى ماهي أولوياتهم؟»