في أول تعليق له على الأزمة الدبلوماسية التي تسود بين الرباط وباريس منذ أكثر من عام، قال مانويل فالس، رئيس الوزراء الفرنسي، في معرض رده على برلماني عن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، الذي ينتمي إليه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، إن المغرب شريك رئيسي في العديد من المجالات، وإن سوء الفهم القائم بين البلدين مبني على الكثير من المغالطات، مؤكدا في هذا الصدد: «أنا والسيد كازنوف، وزير الداخلية، والسيدة توبيرا، وزيرة العدل، على دراية بأننا نسقنا مع المغرب وإسبانيا لمحاربة تهريب المخدرات، وأيضا لمحاربة الإسلام المتطرف والجهاد والإرهاب». وبدا واضحا من لهجة رئيس الوزراء الفرنسي أن بلده يريد طي صفحة الخلاف مع المغرب، موضحا داخل الجمعية العمومية أن «فرنسا صديقة المغرب والمغرب صديق فرنسا، ولوران فابيوس، وزير الخارجية، كان قد كرر هذا الأمر في مناسبتين، وفوق ذلك يجب تجاوز هذه المرحلة والجميع مدعو للمشاركة». وكشف فالس أن وزير خارجيته، لوران فابيوس، تباحث مع نظيره المغربي، صلاح الدين مزوار، في العديد من المناسبات خلال الأسابيع الأخيرة، وقد قدمت فرنسا العديد من الاقتراحات لإعادة ربط العلاقات الوثيقة مع السلطات المغربية»، وفي هذا الإطار، سيزور فابيوس المغرب، خلال الأيام المقبلة، وابتداء من يوم غد سيلتقي وزيرا العدل المغربي والفرنسي لإيجاد حل لهذه الإشكالية». ولم يتوقف فالس عند هذا الحد، بل واصل الحديث بلغة التهدئة مع المغرب قائلا: «لدى البلدين وعي وإرادة عبر عنها ملك المغرب ورئيس جمهورية فرنسا بالإضافة إلى رئيسي حكومتي البلدين». وشدد فابيوس على أنه أصبح من الضروري تجاوز ما وصفه بسوء الفهم بأسرع وقت ممكن «ويجب أن تعود العلاقات إلى عهدها السابق كما يتمنى جميع البرلمانيين لإرساء التعاون الاقتصادي والروابط الثقافية ومحاربة الإرهاب». جواب فالس جاء مباشرة بعد أن أكد برلماني عن حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية»، أن الهجمات الأخيرة على «شارلي إيبدو» تفرض على فرنسا تطوير علاقاتها الدولية في مجال محاربة الإرهاب، خصوصا مع المغرب الذي يعد صديقا لفرنسا وهو بلد الحوار بين الثقافات والإسلام المعتدل». وخاطب شاتل مانويل فالس قائلا: «أريد أن أبرز تصرفات بعض أعضاء حكومتكم في الآونة الأخيرة التي زادت من برودة العلاقات مع المغرب، في مقدمتها استقبال الناطق الرسمي باسم حكومتكم ممثلين عن جبهة البوليساريو، في الوقت الذي كانت فيه الجهود منصبة على فك الخلاف بين البلدين، وأخبركم السيد رئيس الحكومة بأنه داخل هذا المجلس هناك العديد من أصدقاء المغرب».