أصيب عدد من الأطفال بقرى بآيت عبدي، جماعة تيزي نسلي، دائرة اغبالة، التابعة لعمالة بني ملال بجبال الأطلس الكبير، بنوبات زكام حادة تهدد حيواتهم بعدما انقطعت جل الطرق المؤدية إلى أقرب مستشفى. فقد أكد أحد سكان المنطقة، في اتصال هاتفي، أن معظم الأطفال مصابون بنوبات برد حادة جعلتهم طريحي الفراش، في ظل غياب أي مركز صحي قريب، فأقرب مستوصف يبعد عنهم بحوالي 120 كيلو مترا، وفي ظل انقطاع الطريق بالثلوج فإن الوصول إلى المستشفى يعد في نظره مستحيلا، كما أن الأسر وللحصول على الحطب عليها قضاء اليوم بالكامل تبحث عنه مما يجعل حياة الباحثين عنه مهددة أيضا بسبب شدة البرد. عزلة تامة، إذن، تعيشها هذه قرى، فالثلوج حاصرت بيوت المواطنين وتسببت في انقطاع مختلف المسالك الطرقية، فضلا عن تسببها في انقطاع التيار الكهربائي مما جعل السكان يستعينون بضوء الشموع. ووفقا لما تم تأكيده ل»المساء»، فإن علامات البؤس تخيم على السكان الذين لم يتوصلوا، لحد الآن، بأي مساعدات، علما أن مخزون بعض المحلات الموجودة بتلك القرى، حسب قولهم، في طريقه نحو النفاد، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية كالزيت والسكر. ويعاني مجموعة من السكان بمنطقة تدعى «تافراست» تنتمي أيضا لجماعة آيت عبدي من نفاد مخزون الحطب، مما جعلهم يعانون من البرد والجوع في ظل الحصار الذي طوق السكان من كل الجهات. وفي هذا الصدد، وجه المتضررون نداء استغاثة للجهات المعنية، مطالبين بتزويدهم بالمواد الغذائية الضرورية لمواجهة غلائها وندرتها، مع تزويدهم بالمواد العلفية، بعدما أضحت مواشيهم مهددة بالنفوق بعد أن طمرت الثلوج الكلأ والعلف، وتوفير آلات كسح الثلوج تكون مداومة بالقرى المتضررة.