قطعت الثلوج، التي تستمر في التهاطل على جبال الريف، منذ يومين، كل أوصال الحياة، حيث اضطر عشرات السكان في منطقة محاذية لكتامة إلى قراءة «اللطيف»، بعدما عجزوا عن مواجهة موجة الثلوج التي وصفوها بغير المسبوق. ولم يجد السكان الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بالثلوج من كل الجهات من وسيلة لإبلاغ نداء الاستغاثة سوى قراءة «اللطيف» بشكل جماعي ليلة أول أمس الاثنين. ووجه السكان نداءات استغاثة، إذ قالوا في تصريحات متفرقة للجريدة إن الطريق الوطنية رقم 8 التي تربط الكثير من الجماعات، منها إساكن كتامة بني أحمد وإموكزن، بالمراكز الحضرية مقطوعة، ولم تستطع السلطات أن توفر كاسحات الثلوج خلال اليومين الماضيين، مؤكدين أن المراكز الصحية الموجودة بالعديد من الجماعات توقفت عن العمل بسبب وعورة التضاريس والبرد القارس وغياب الأطباء والممرضين. وأبدى السكان استغرابهم من الغياب الكامل للسلطات رغم التعليمات التي أعطاها الملك لفك العزلة عن المناطق التي تشملها موجة البرد التي تعرفها المملكة «نحن محرومون من كل شيء وحتى المواد الأساسية لا يمكن الحصول عليها وأطفالنا لا يمكن لهم مواصلة دراستهم»، مضيفين في الآن نفسه أنهم لا يغادرون منازلهم طيلة الأيام التي يتهاطل فيها الثلج، أما الحالات المستعجلة للشيوخ والأطفال بسبب انخفاض درجة الحرارة قدر لهم أن يبقوا في منازلهم لأن المراكز الصحية مغلقة أصلا، وسنموت لا محالة إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه الآن». ودخلت منطقة بني أحمد إيموكزن في عزلة تامة عن «العالم» بسبب كثافة الثلوج، فيما أعلن السكان مناطق إقرارن وتافولوت، وهي كلها جماعات تابعة لإقليم الحسيمة، مناطق منكوبة، موضحين في هذا الصدد «لا نعرف كيف سيبقى سكان هذه المناطق على قيد الحياة خلال أيام البرد، إذ لا يتوفرون على وسيلة واحدة لتوفير حاجياتهم اليومية، إنهم يعيشون في منحدرات حادة قبل أن تزيد الثلوج من معاناتهم المأساوية».